-

(6) نصائح لكتابة بحث علمي جيّد

(6) نصائح لكتابة بحث علمي جيّد
(اخر تعديل 2024-09-09 11:26:08 )

مقدمة.

في حديث له حول أصول كتابة البحث العلمي ومناهجه؛ قال الدكتور يوسف المرعشلي” إنّ الباحث في بحثه كالمهندس الذي يريد أن يبني بناء، فهو قبل البدء بعمله يخطّط له، ويضع له تصميماً هندسياً يحدّد شكله وأبعاده، ويدرس تكاليفه ويحضّر مواده، ثم يبدأ عمله.

وهكذا كاتب البحث، فليس من المبالغة في شيء، أن يُقال: إن التخطيطَ لِبَحثٍ عمليةٌ هندسيةٌ لتنسيق مباحثه، والتلاؤم بين أجزائه، وإظهار ما يستحق منها الإبراز والتركيز.”… ثم انتهى إلى هذا القول “فالباحث إذاً كمهندس معماري يهتم بالتركيبات والقطاعات فيما بينها، كما يهتم بالشكل الخارجي، وإنما يتميز مهندس عن آخر كما يتميّز باحث عن آخر بلمساته الفنية، والتلاؤم بين الأجزاء في صورة متناسبة وعرض أخّاذ.”

هذا الوصف الرائع للباحث العلمي، نلتمسه كثيراً في الأبحاث العلمية المرموقة والمنشورة في المجلات العلمية العالمية…ولذلك ينبغي على كل من أراد أن يمتطي دربه في كتابة البحث العلمي أن يتعلم جيداً كيف يستنبط هذا الوصف منه.

إن معرفة أصول وأساسيات كتابة بحث علمي، وغربلتها، ومعرفة كل دهليز من دهاليز البحث العلمي، أفضل بكثير من كتابة بحث لا علاقة له بموضوع البحث العلمي، من الأساس، وبينه وبين البحث بحور وأنهار ومحيطات.

إن كتابة البحث العلمي عملية ليست يسيرة كما يتوقعها البعض؛ فالأغلبية الساحقة – ممن يحبون كتابة البحث – لا يمتلكون من الوقت للقراءة أكثر من ساعة في اليوم! مما لا شك فيه أن ليس فقط عدم القراءة، هو السبب الرئيسي لإعاقة كتابة البحث – إن صح القول- بل أيضاً هناك ممن يفتقرون لمعرفة منهجية وأساسيات البحث العلمي، يجدون صعوبة جمّة عند كتابة أي بحث مهما كان نوعه.

زِد على ذلك قول الدكتور يوسف المرعشلي، في كتابه “أصول كتابة البحث العلمي ومناهجه: مصادر الدراسات الإسلامية”، ” إن البحث من دون خطة سابقة مدروسة بدقة وعناية مضيعة للوقت، وتبديد للجهد، لأن إهمالها والبدء بكتابة البحث دونها ربما يضطر الباحث إلى إعادة الكتابة بعد استنزاف الكثير من الوقت والجهد، حيث يتبين عدم الترابط والتنسيق بين المباحث فيما بينها، فيكون من الصعب إعادة تنظيم البحث كليّة بعد كتابته.”

نضع لكم في السطور التالية أهم الخطوط العريضة، حول أساسيات كتابة الـــ بحث العلمي الجيّد:

إن الأبحاث العلمية المنشورة في المجلات والمواقع المرموقة، إجمالاً، لها هدف ومعنى؛ كما عهدناها دائماً؛ وهي أكثر برهاناً ودليلاً على الأسئلة التي يطرحها الباحث محاولاً للإجابة عنها، مستعيناً بمصادر ومراجع البحث العلمي، ومستنداً إلى حقائق ونتائج توصل إليها خلال مشواره البحثيّ. ونرى كم تلك الأبحاث لها مفعول وتأثير قوي على عقول الناس؛ تلهم عقولهم وتشحذ أفكارهم. ناهيك عن معالجتها لمواضيع عدة، سبق وتمت محاولة الإجابة عليها.

حرصنا ان نخصص لكم زاوية معينة في مقالنا، لنقدم لكم لمحة موجزة عن أهم النصائح الواجب توافرها في البحث العلمي قبل الشروع في كتابة البحث العلمي أو أي بحث آخر.

وضع خطة أولية

يحرص الكاتب أو الباحث أن يُقسم الخطة إلى أقسام، وكل قسم يحمل عنواناً؛ لأنها ستكون مرشده الصحيح وستقدم له أكبر عون لن يناله من أي مصدر أو باحث آخر. ويسلط في هذه الخطة رؤوس أقلام على أهم الخطوط العريضة الذي سيتطرق إليها في بحثه.

فالخطة ستعطيه تصوراً كاملاً حول الموضوع العلمي، وتأمله ذهنياً قبل إعداد المسودة؛ لتفادي حدوث أي ثغرة، قد يعجز على حلها مقدماً، ومن ثم يأتي دوره في فحصه ونقده من الناحية العلمية.

إقرأ أيضاً… 5 مواقع بعضها عربي: كتابة وإعادة صياغة المقالات عن طريق الذكاء الإصطناعي.

التحقق من توافر المصادر والمراجع الكافية

أهم خطوة وجب على الباحث أن يضعها في عين الاعتبار تحديد المصادر والمراجع التي سيستند عليها خلال رحلته البحثية، فلا يُعقل أن يُكتب أي بحث سواء كان بحث علمي أو بحث أكاديمي أو بحث تقني، دون الاستناد إلى المراجع والمصادر؛ فهي اللبنة الأساسية لكتابة البحث. من المعروف أن الباحث لا يبدأ بكتابة البحث من الصفر، بل يكمل مشوار ممن سبقوه، محاولاً للإجابة على أسئلته البحثية.

تنظيم المعلومات وإعادة هيكلتها

بعد المطالعة المفيدة وجمع المعلومات لأيام وساعات، يبقى أمام الباحث ترتيب وتنظيم تلك المعلومات بطريقة منظمة، تتماشى مع منهجية البحث العلمي. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن للباحث الزيادة أو النقصان أو التغيير فيها، حسبما يقتضي الأمر.

كتابة البحث

تقع مسؤولية الباحث في هذا القسم على صياغة بحثه وكتابته بصورته النهائية. ويحرص إلى الإشارة بالمصادر والمراجع التي اقتبس منها، وتدوينها بطريقة سليمة. والباحث المميز هو من يحرص على مناقشة جوانب البحث بطريقة صحيحة وأسلوب واضح، بحيث يعرض المعلومات والحقائق بطريقة سلسلة ومترابطة.

إقرأ أيضاً… ما هي أساسيات الكتابة الجيدة؟

توضيح منهجية البحث العلمي

تتمثل منهجية البحث العلمي في الطريقة التي اتبعها الكاتب لصياغة المعلومات وتكوينها، آخذاً بعين الاعتبار اقناع القارئ من الدرجة الأولى، والتأثير فيه.

التحقق من نسبة الاقتباس

بعد الانتهاء من كتابة البحث العلمي والتحقق من كتابة كافة المراجع والمصادر وتنسيقه على النحو المطلوب، ننصح جداً إلى اللجوء إلى أهم الأدوات الإلكترونية المتخصصة في كشف نسبة الاقتباس، أو ما تعرف بــِ ” كشف نسبة الانتحال أو السرقة.”

الخاتمة

حاولنا قدر الإمكان تسليط الضوء على أهم النصائح الواجب على الباحث العلمي إتباعها عند كتابة أي بحث، لا شرط بحث علمي. وبهذه الطريقة يكون لدى الباحث فكرة عامة حول البحث العلمي، من أجل أن يتابع الموضوع ويتفهمه أكثر في عناية واهتمام.