هل شاهدت من قبل أفلاماً تتحدث عن نهاية العالم على الكرة الأرضية ؟
ربما كانت هذه الأفلام تخبرك بأن العالم سينتهي يوماً ما بسبب البراكين أو النيازك أو إنفجار الشمس.
وربما ظننت بأن هذا الأمر هو عبارة عن فكرة خيال علمي من وحي القصص التي كتبها المؤلفون !
نأسف على إخبارك بهذا الأمر، لكنّ هذه الكوارث قد تحدث في الحقيقة في يومٍ ما.
ربما بعد مئات أو حتى ملايين السنين، لكنها قابلة للحدوث في النهاية.
دعونا نتحدث الآن عن بعض الكوارث التي من الممكن أن تنهي الحياة على كوكبنا أو أن تتسبب في حدوث إنقراض هائل جداً للكائنات الحية :
1. نهاية العالم بفعل البراكين.
الزمن المتوقع لحدوث ذلك : من 0 إلى 100 مليون عام.
آخر عملية إنقراض جماعية حدثت على كوكب الأرض هي عملية الإنقراض الجماعي في نهاية العصر البرمي (End-Permian Mass Extinction).
حيث أن هذا الإنقراض حدث هذا الإنقراض قبل ما يقارب 250 مليون عام.
خلال هذه العملية إنقرضت أكثر من 85٪ من أنواع الكائنات الحية على سطح اليابسة، و 95٪ من الكائنات الحية البحرية.
كان السبب الذي يتوقعه العلماء لعملية الإنقراض هو الإحتباس الحراري، لكنه كان مُرتبطاً أيضاً بالنشاط البركاني الهائل الذي حدث وقتها.
فالدمار الذي ينتج عن ثوران البراكين في أيامنا هذه لا يقارن مع الدمار الذي حدث في نهاية العصر البرمي قبل 250 مليون عام.
في الواقع، لا أحد يستطيع معرفة الوقت الذي سيحدث فيه نشاط بركاني هائل ومدمر.
فالنشاطات البركانية المدمرة التي حدثت في العصور السابقة غير مرتبطة زمنياً، ولا يوحد موعد محدد لنشاط مشابه.
لكن وفي حال حدوث ذلك، فإن مقدار الدمار الذي سيحصل غير قابل للتحديد لأنه مرتبط في المكان الذي ستتركز فيه بؤرة النشاط البركاني.
ولكن بإمكان عدة بؤر نشطة موزعة في الأماكن المأهولة من العالم إحداث ضرر هائل جداً.
إضافة إلى ذلك، تحتوي الأرض على العديد من الأماكن الغنية جداً بالأملاح، وعندما تتعرض هذه الأملاح لدرجات الحرارة الهائلة التي تحملها الحمم البركاني.
سينبعث من هذه الأملاح كميات ضخمة من الغازات الكيميائية المدمرة لطبقة الأوزون التي تقوم بحمياتنا من الإشعاعات الضارة القادمة من الفضاء.
بإمكان هذا الأمر إحداث ثقوب متعددة وكبيرة الحجم في طبقة الأوزون، وسيؤدي الضرر الحاصل لطبقة الأوزون إلى حدوث سلسلة من الأمور الكارثية التي ستدمر الحياة على سطح الأرض تدريجياً.
ربما لن تؤدي هذه الأمور إلى نهاية العالم الذي نعرفه بشكل كامل، لكنها قد تتسبب في حدوث إنقراض جماعي هائل جداً لأغلب الأجناس التي نعرفها.
2. نهاية العالم بفعل نيزك ضخم.
الزمن المتوقع لحدوث ذلك : ربما في غضون 450 مليون عام.
في الزمن السابق، وبالتحديد قبل 65 مليون عام، لم يكن هنالك علاقة وطيدة ما بين النيازك والديناصورات، وذلك لأن النيازك تسببت في إنقراض الديناصورات.
لكن هل يمكن لنيزك آخر القيام بإنهاء العالم الذي نعرفه ؟
فعلياً، يعتمد ذلك على حجم النيزك ومكان سقوطه، فإذا كان النيزك بقطر يبلغ 1000 متر، فبإمكانه التسبب في حدوث إنقراض هائل ودمار لا يمكن تصوره.
لكن هل سينهي الحياة على كوكب الأرض بالكامل؟
في الواقع، ومع نيزك بهذا الحجم، فهنالك فرصة كبيرة لبعض المخلوقات للنجاة، خصوصاً مع وجود ملاجئ صنعها البشر تحت الأرض تحسباً لكوارث مشابهة.
الخبر الجيد هنا هو أن إحتمالية إصطدام نيزك مدمر بكوكب الأرض هي إحتمالية نادرة جداً.
بإمكانك معرفة المزيد من التفاصيل عن الضرر الذي من الممكن أن ينتج بسبب إصطدام نيزك بكوكب الأرض في مقالتنا التالية : ماذا سيحدث لو إصطدم نيزك بكوكب الأرض ؟
3. نهاية العالم بفعل تجمد لب الأرض.
الزمن المتوقع لحدوث ذلك : من 3 إلى 4 مليار عام.
يتكون لب الأرض من الصخور والمعادن الذائبة بعفل الحرارة والضغط الشديدين، ويشكل الحديد والنيكل غالبية هذه المعادن الذئبة، حيث أن هذه المعادن الذائبة في لب الأرض، وإثناء حركتها المستمرة في داخله، فهي المسؤولة عن وجود حقل مغناطيسي للأرض ووجود القطبين الشمالي والجنوبي.
وتكمن أهمية المجال المغناطيسي للأرض في حمايتنا من العديد من الإشاعات الشمسية الضارة، كما أنه يحافظ على وجود غلافنا الجوي ثابتاً في مكانه، فبدون مجال مغناطيسي؛ سيكون الغلاف الجوي للأرض حراً في طريقه للتسرّب نحو الفضاء.
لكن ماذا سيحدث في حال تجمّد لب الأرض؟
في هذه الحالة سيختفي المجال المغناطيسي المحيط بكوكب الأرض، وسيؤدي ذلك إلى تسرّب غلافنا الجوي إلى الفضاء الخارجي.
إضافة إلى ذلك فإن العديد من الإشاعات الشمسية الضارة ستتمكن من الوصول إلى سطح الأرض والتسبب بأضرار جسيمة.
حيث أن هذه الإشعاعات تستطيع إحداث تغييرات خطرة في تركيب الحمض النووي DNA الموجود في خلايا الكائنات الحية.
حدوث أمر كهذا من الممكن أن يؤدي إلى عملية إنقراض واسعة المدى على كوكب الأرض، لكن كما ذكرنا فإن حدوث أمر مشابه قد يحدث بعد مليارات السنين.
4. نهاية العالم بفعل إنفجارات أشعة جاما.
الزمن المتوقع لحدوث ذلك : ربما خلال 500 ألف عام.
تنتج أشعة جاما عن طريق الإنفجارات النووية التي غالباً ما تحدث في الفضاء عند إنفجار أحد النجوم.
كما تنتج أشعة جاما عند حدوث إصطدام بين نجمين في الفضاء.
وأشعة جاما هي عبارة عن أشعة كهرومغناطيسية تحمل طاقة عالية وتمتلك نفاذية عالية.
لكن لماذا تعتبر أشعة جاما ضارة؟
تستطيع أشعة جاما عبور جسم الإنسان والسبب في حدوث تأين في خلايا الجسم، ينتج عن هذا الأمر الإصابة بالسرطانات التي تؤدي إلى الموت، كما أنها تتسبب في موت الخلايا الحية.
يوجد حولنا في الفضاء الواسع العديد من النجوم المعرّضة للإنفجار، وفي حال حدوث إنفجار لأحد النجوم القريبة سيتسبب هذا الأمر في صدور كميات هائلة من أشعة جاما.
لكن هذا الأمر لا يعني بالضرورة تعرض الأرض لأشعة جاما بشكل خَطِر.
فمن الممكن أن يكون تركيز أشعة جاما المواصلة إلى كوكبنا غير قادر على إحداث ضرر يؤدي إلى نهايتها، ومن الممكن أيضاً أن تتمكن الأرض من تفادي هذه الإشعاعات.
وبالإضافة إلى ذلك، ففي حال وصول تراكيز كبيرة من أشعة جاما إلى كوكب الأرض، فقد تتسبب في حدوث إنقراض كبير.
لكن ليس إلى الدرجة التي ستنهي بها عالمنا بالكامل!
5. نهاية العالم بفعل الفيروسات.
الزمن المتوقع لحدوث ذلك : غير محدد.
على مر التاريخ، تعرض كوكبنا للعديد من الهجمات الفيروسية التي تسببت بموت مئات الملايين من البشر.
فهنالك مرض الطاعون الذي بدأ بالإنتشار عام 1346 والذي تسبب بموت ما يقارب 200 مليون إنسان.
وأيضاً مرض الإنفلونزا الذي تسبب في وفاة 1 مليون إنسان في عام 1890.
وهنالك العديد من الفيروسات الأخرى التي إنتشرت وتسببت بموت أعداد كبيرة من البشر على مر التاريخ.
لكن هل من الممكن أن يتكرر الأمر بشكل أخطر من ذي قبل ويتسبب فيروس بإبادة جماعية للبشر؟
في الواقع، هذا الأمر غير مستبعد، فالفيروسات هي من أكثر الأمور فتكاً بالكائنات الحية، فبإمكان فيروس متحوّر القضاء على عدد هائل جداً من سكان الكرة الأرضية.
لكن مع التطور الطبي الذي وصل البشر إليه سيكون هنالك أمل في القضاء على الفيروس قبل أن يتمكن من القضاء علينا.
كما تواجه البشرية حالياً وباء فيروس كوفيد-19 الذي تسبب بوفاة ما يقارب 2.6 مليون إنسان حتى هذه اللحظة.
لكن مع وجود اللقاح الجديد للفيروس، فهنالك أمل في التخلص منه قبل أن يتفاقم بشكل أكبر.
6. نهاية العالم بفعل تمدد الشمس.
الزمن المتوقع لحدوث ذلك : من 1 إلى 7 مليار عام.
في حال لم تتمكن أي من الأمور السابقة في إنهاء العالم، ستقوم الشمس بفعل ذلك في نهاية المطاف.
فالشمس هي عبارة عن نجم، ولكل نجم دورة حياة تنتهي بإنفجاره، لكن الشمس ستنهي العالم الذي نعرفه قبل أن تنفجر!
فقبل إنفجار أي نجم في نهاية دورة حياته، فهو يتعرض للتمدد وإرتفاع درجات الحرارة التي ينتجها بشكل كبير،حيث يتحول النجم إلى ما يسمى بالعملاق الأحمر.
فالإرتفاع في درجات حرارة الشمس هو الأمر الذي سينهي الحياة على الكرة الأرضية.
يوماً ما ستتسبب درجات الحرارة المرتفعة جداً بتبخير جميع المياه من محيطاتنا، وسيحدث جفاف شديد في جميع أنحاء الكوكب.
هذا الأمر الذي سيؤدي إلى خسارتنا لمصادرنا الغذائية والمائية، إضافة إلى تأثير الإحتباس الحراري الذي سيزداد بشكل كارثي.
ما هو الإحتباس الحراري وما هي مخاطره ؟
وعندما تبدأ الشمس بالدخول في مرحلة العملاق الأحمر، يكون حجمها قد تجاوز مدار الكرة الإرضية، هذا الأمر سينهي أي أثر للحياة على الأرض.
كما ذكرنا سابقاً، فهذا الأمر يحتاج إلى مليارات السنين حتى يحدث، لكنه في النهاية أمر حتمي الحدوث.
7. نهاية العالم بفعل الإنسان.
الزمن المتوقع لحدوث ذلك : غير محدد.
نعم عزيزي القارئ، أنت لم تخطئ في قراءة هذه النقطة!
قد تكون نهاية العالم الذي نعرفه على يد المخلوق الذي يمتلك العقل للدفاع عنه.
لن نخوض في تفاصيل وإحتمالات حدوث ذلك، بل سنترك الأمر لكم لتتفكروا فيه.