كانت طريقة منتسوري التعليمية موجودة منذ أكثر من 100 عام، وتستخدم حالياً في العديد من المدارس حول العالم. في بعض الدراسات، يبدو أن هذا النهج التعليمي يحسن نتائج الأطفال أكثر من البرامج الأخرى، ولكن تظهر دراسات أخرى نتائج مماثلة أو أسوأ حتى.
في هذه المقالة، سوف ندرس “ما هو منتسوري؟”، والجوانب المختلفة لهذه الطريقة التعليمية، سواء كانت أفضل أو أسوأ من المدارس التقليدية، وما الذي تبحث عنه عند اختيار روضة لطفلك.
ما هو تعليم منتسوري؟
منتسوري هي فلسفة تعليمية طورتها الطبيبة الإيطالية الدكتورة ماريا منتسوري في أوائل القرن العشرين. تتميز بفصول دراسية متعددة الأعمار، ومواد تعليمية مصممة خصيصاً، وتعلم بقيادة الطفل، وتعاون، وغياب الدرجات والاختبارات، ومجموعة صغيرة أو تعليمات فردية.
يحدث التعلم بأسلوب منتسوري في بيئة معدة مع أنشطة الحياة العملية التي تدعم التعلم من خلال العمل. يمكن للطلاب الاختيار من بين هذه الأنشطة بحرية. تم تصميم مواد منتسوري لتقديم ملاحظات تصحيحية حتى يتمكن الطلاب من التعلم وتصحيح أنفسهم.
من هي منتسوري؟
استخدمت ماريا منتسوري، وهي واحدة من أوائل الطبيبات الإيطاليات، أسلوبها الحسي الحركي الذي تم تطويره أثناء العمل مع الأطفال المعاقين عقلياً لمساعدة الأطفال الطبيعيين في النمو من الأسر ذات الدخل المنخفض.
في عام 1907، أسست أول منزل منتسوري للأطفال (كاسا دي بامبيني) وخدمت الأطفال في سن ما قبل المدرسة في مشروع إسكان في روما. في غضون خمس سنوات، ظهرت الفصول الدراسية القائمة على هذه النظرية التعليمية في جميع أنحاء العالم.
تخلت منتسوري عن حياتها المهنية كطبيبة وأمضت الخمسين عاماًَ التالية في تطوير وتحسين النظام. كما قامت بتوسيعه ليشمل الأطفال في الفئة العمرية الأعلى في المدارس المتوسطة. كانت أساليبها للمراهقين لا تزال قيد التطوير عندما توفيت في عام 1952.
طريقة منتسوري.
يختلف نموذج منتسوري عن الفصول الدراسية التقليدية في نواح كثيرة. فيما يلي خصائص عملية تعلم منتسوري.
فصول مختلطة الأعمار.
عادةً ما يتم ترتيب الفصول الدراسية حسب الفئات العمرية على أساس ثلاث سنوات: الرضع حتى سن ثلاث سنوات، وثلاثة إلى ستة أعوام، وستة إلى تسعة أعوام، ومن تسعة إلى اثني عشر عاماً. يمكن للطلاب الأكبر سناً قيادة وتوجيه الصغار عندما يعانون. يمكن للطلاب الأصغر سناً الاستفادة من التعلم من الأقران والتحرك وفقاً لسرعتهم الخاصة.
تعليم تطبيقي.
بيئة الفصول الدراسية منظمة للغاية. في الفصل الدراسي النموذجي، توجد أرفف مليئة بالمواد التعليمية، وليس الألعاب، والتي يمكن للأطفال الوصول إليها بحرية للعمل. وهي تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات التعليمية وكل منها يدعم جانباً معيناً من جوانب تنمية الطفل. تم تصميم مواد الفصل الدراسي هذه بطريقة تمكنها من تقديم ملاحظات تصحيحية. يمكن للأطفال رؤية أخطائهم وتصحيحها دون إشراف أو مساعدة من المعلم عن كثب.
حرية الاختيار.
توفر بيئة تعليمية يقودها الطفل. يمكن للأطفال الاختيار بحرية من بين مواد العمل المعروضة. وهي تندرج تحت مجالات المناهج المترابطة بإحكام والتي تشمل الحسية واللغة والرياضيات والجغرافيا والثقافة والموسيقى والفن والحياة العملية. يمكن أن تساعد هذه الأنشطة الأطفال الصغار على تعلم المهارات الحياتية، والشعور بالحاجة، وتنمية شعور قوي بالذات، وتنمية الشعور بالمسؤولية.
دروس تفاعلية في مجموعات صغيرة.
الدروس تفاعلية. يوجه المعلمون المجموعات الصغيرة في اللعب التعاوني الذي يشجع بشكل طبيعي التفاعل الاجتماعي ويعزز تنمية المهارات الاجتماعية.
لا توجد مكافآت إضافية لأن التعلم ممتع.
يؤكد النظام التعليمي على التعلم نفسه كنشاط مجزٍ لأنه ممتع. لا يُكافأ الطلاب بنجوم ذهبية على الرسم البياني أو الحلوى أو الدرجات. بدلاً من ذلك، لديهم دوافع ذاتية للتعلم وتحقيق التنمية المثلى.
إقرأ أيضاً… إيجابيات وسلبيات منهج منتسوري التعليمي.
فلسفة منتسوري.
فيما يلي المبادئ الأساسية السبعة لمنتسوري.
1. التركيز على الطفل كله.
عرضت تفاصيل اكتشافاتها الجذرية في كتابها، التعليم من أجل التنمية البشرية، أن فلسفتها كانت أكثر من مجرد مقدمة لأساليب التعليم الجديدة، ولكنها أيضاً تحول في المواقف تجاه الأطفال. ركزت على تنمية الطفل كله بدلاً من المهارات الأكاديمية وحدها.
2. الأطفال لديهم عقل ممتص.
اعتقدت أنه في السنوات الأولى، تعلم الأطفال الأصغر سناً بشكل مختلف عن الأطفال الأكبر سناً والبالغين. يأخذ الأطفال الصغار كل شيء من حولهم دون وعي ومن خلال حواسهم. يتعلمون بشكل أفضل من خلال العمل بدلاً من المحاضرات. المعلم في مثل هذا الفصل هو نموذج يحتذى به لأن الأطفال يتعلمون من خلال مراقبة واستيعاب سلوكهم.
3. الأطفال لديهم رغبة طبيعية في التعلم.
يفترض النهج الذي يركز على الطفل ويغذي رغبة الأطفال الطبيعية في التعلم. يوفر للأطفال الحرية مع حدود لتسهيل التطور المبكر للاستقلال – الاستقلال الوظيفي والاستقلال الفكري – لتكوين شخصياتهم وإحساسهم بالذات.
4. فترات حساسة في مراحل مختلفة من نمو الطفل.
اعتقدت الدكتورة منتسوري أن التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة أمر بالغ الأهمية بسبب وجود فترات حساسة كان الأطفال فيها أكثر تقبلاً لبعض المحفزات وتعلم المهارات. حددت ست فترات حساسة من هذا القبيل. خلال هذه الأوقات، يكون الأطفال حساسين بشكل خاص للنظام واللغة والمشي والجوانب الاجتماعية للحياة والأشياء الصغيرة والتعلم من خلال الحواس.
5. يتعلم الأطفال من خلال اللعب.
يميل الأطفال إلى التعلم من خلال اللعب. لذلك يتم منح الطلاب فترات عمل طويلة غير منقطعة تم تصميمها وفقاً لاحتياجاتهم الداخلية وإيقاعاتهم وإيقاعهم. لا يعتبر التلاعب بالأشياء الصغيرة متعة فحسب، بل يمكن أن يعزز أيضاً المهارات الحركية الدقيقة للطفل.
6. يريد الأطفال أن يكونوا مستقلين.
منذ البداية، يسعى الأطفال إلى الاستقلال في نموهم الطبيعي. يعتقد المعلم أن أفضل طريقة لمساعدة الأطفال على تحقيق ذلك هي إظهار المهارات التي يحتاجونها للنجاح في الحياة اليومية. عندما يتم منح الأطفال الحرية في حدود، يصبحون متعلمين مستقلين ويحققون التعلم النشط.
7. يحل التعليم من أجل السلام محل تعليم السلطات.
اعتقدت منتسوري أن التعليم وسيلة للقضاء على الحرب في البشرية. الأطفال الذين لا يتبعون المعلمين الاستبداديين تلقائياً لن يطيعوا الحكام عندما يشجعون الحرب. يتألف تعليم السلام من تعزيز التفكير النقدي المستقل، وحل المشكلات التخيلي، والقيم الأخلاقية للمسؤولية والاحترام، وحل النزاعات بالطرق السلمية.
إقرأ أيضاً… أمثلة منزلية شائعة على نشاطات منهج منتسوري للأطفال.
هل هو حقا أفضل من التعليم التقليدي؟
يشتمل هذا النهج في التعليم على العديد من العناصر المعروفة لتحسين التعلم والتطوير. على سبيل المثال، الأطفال الذين يتلاعبون بالألعاب من أجل محاكاة القصص التي قرأوها يظهرون قدرات أفضل في الذاكرة والفهم والرياضيات في حل المشكلات.
يمكن أن يؤدي التلاعب بالأشياء أيضاً إلى تعزيز المهارات الحركية للطفل، مثل التنسيق الحركي. لذلك، من الناحية النظرية، يجب أن يستفيد الطلاب من تعليم منتسوري من نتائج تنموية أفضل.
أظهرت بعض الدراسات أن أطفال ما قبل المدرسة الذين يحضرون هذه البرامج يؤدون أداءً أفضل في القراءة والمفردات وحل المشكلات الاجتماعية والرياضيات ونظرية العقل. ومع ذلك، على الرغم من سمعة نتائج تعلم منتسوري بأنها أفضل والمنطق النظري وراءها، فقد وجد الباحثون أن مدارس منتسوري المختلفة تنتج نتائج مختلطة ومتناقضة.
على مر السنين، حقق الباحثون في التأثيرات المختلفة لمناهج منتسوري على نمو الطفل. لقد حددوا عدة عوامل يمكن أن تكون مسؤولة عن النتائج غير المتسقة.