-

ما هو خادم البروكسي Proxy؟ وكيف يعمل؟

(اخر تعديل 2024-09-09 11:26:08 )

هل فكرت يوماً فيما يحدث عندما تتصفح الويب؟ ربما أثناء تصفحك الآن, أنت تستخدم خادم البروكسي على شبكة إفتراضية VPN, لكن هل تتسائل ما هو البروكسي؟ وكيف تعمل خوادم البروكسي؟

المحتويات:

1. ما هو البروكسي؟

2. كيف يعمل البروكسي؟

3. لماذا قد تستخدم البروكسي؟

4. مخاطر استخدام البروكسي.

5. أنواع خوادم البروكسي.

1. ما هو البروكسي؟

البروكسي Proxy أو خادم البروكسي Proxy Server هو أي جهاز يترجم حركة المرور بين الشبكات أو البروتوكولات. فهو عبارة عن خادم وسيط يفصل عملاء المستخدم النهائي عن الوجهات التي يتصفحونها.

تقوم خوادم البروكسي بتوفير مستويات مختلفة من الأمان والخصوصية والوظائف المختلفة بناءً على حالة الإستخدام أو الإحتياجات أو سياسات الشركة.

إذا كنت تستخدم خادم بروكسي, فإن حركة المرور تتدفق عبره في طريقها إلى العنوان الذي طلبته. بعد ذلك يعود الطلب من نفس خادم البروكسي, ثم يقوم بعد ذلك بإعادة توجيه البيانات المستلمة من موقع الويب إليك.

لكن السؤال هنا, إذا كان هذا هو كل ما يفعله خادم البروكسي, لماذا نستخدمه إذاً؟ ولماذا لا نتوجه نحو موقع الويب بشكل مباشر؟

في الواقع, تقوم خوادم البروكسي الحديثة بأكثر من مجرد إعادة توجيه الطلبات, بل تتعدى هذا الأمر إلى حماية أمن البيانات وأداء الشبكة. حيث تعمل خوادم البروكسي كجدار ناري للحماية وفلتر للويب, وتقوم بتوفير اتصالات شبكة مشتركة وتخزين البيانات بشكل مؤقت لتسريع الطلبات المتكررة.

يحافظ خادم البروكسي على حماية المستخدمين والشبكة الداخلية من الأمور السيئة الموجودة على الإنترنت. كما يمكن أن توفر هذه الخوادم مستويات عالية من الخصوصية.

2. كيف يعمل البروكسي؟

في البداية, يحتاج كل جهاز حاسوب متصل بالإنترنت إلى عنوان بروتوكول إنترنت أو آي بي Internet Protocol (IP) Address. يمكننا تشبيه عنوان IP مثل أسم الشارع الذي يؤدي إلى منزلك.

وعن طريق معرفة عنوان IP الخاص بجهازك, يعرف الإنترنت كيفية إرسال البيانات الصحيحة إلى الجهاز الخاص بك. خادم البروكسي هو في الأساس جهاز حاسوب على الإنترنت. ويمتلك عنوان IP خاص به ويعرفه جهاز الحاسوب الخاص بك.

عند إرسال طلب ويب, ينتقل الطلب الخاص بك إلى خادم البروكسي أولاً. يقوم بعدها البروكسي بإجراء طلب الويب الخاص بك نيابة عنك, ثم يجمع الإستجابة من خادم الويب الذي طلبت منه.

بعد ذلك يقوم خادم البروكسي بإعادة توجيه بيانات صفحة الويب التي طلبتها إليك حتى تتمكن من رؤية الصفحة في متصفح الويب الخاص بك.

عندما يعيد خادم البروكسي توجيه طلبات الويب الخاصة بك, يمكنه إجراء تغييرات على البيانات والمعلومات التي تقوم بإرسالها مع استمرار تزويدك بالمعلومات التي تتوقع وصولها إليك. يمكن لخادم البروكسي تغيير عنوان IP الخاص بك, لذا لن يتمكن خادم الويب من معرفة المكان الذي تتصل منه في العالم.

كما يمكن لخوادم البروكسي أيضاً تشفير البيانات الخاصة بك, وبالتالي تصبح بياناتك غير قابلة للقراءة أثناء نقلها. كما يمكنه أيضاً حظر الوصول إلى صفحات ويب معينة بناء على عنوان IP الخاص بها.

خادم البروكسي الأمامي Forward Proxy.

يقع خادم البروكسي الأمامي بين العميل والشبكة الخارجية. ويقوم بتقييم الطلبات الصادرة واتخاذ إجراءات بشأنها قبل ترحيل الطلب إلى مورد البيانات الخارجي. غالبية خدمات البروكسي التي قد تستخدمها هي عبارة عن خوادم بروكسي أمامية. وتعتبر الشبكات الخاصة الإفتراضية VPN وفلاتر تصفية محتوى الويب من الأمثلة على خوادم البروكسي الأمامية.

خادم البروكسي العكسي Reverse Proxy.

يقع خادم البروكسي العكسي بين شبكة معينة وموارد داخلية أخرى متعددة. فقد يحتوي موقع ويب كبير الحجم على عشرات الخوادم التي تخدم الطلبات بشكل جماعي. لتحقيق هذا الأمر, سيتم حل طلبات العميل عن طريق جهاز يعمل كموازن تحميل. ثم يقوم موازن التحميل بتوكيل حركة المرور إلى الخوادم الفردية. ومن الأمثلة على هذا النوع هو بروكسي Varnish Squid مفتوح المصدر.

إقرأ أيضاً… كيف يمكن حذف الحسابات القديمة على شبكة الإنترنت ؟

3. لماذا قد تستخدم البروكسي؟

يوجد هنالك العديد من الأسباب التي تدعوا الأفراد والمؤسسات إلى استخدام خوادم البروكسي, ومن هذه الأسباب:

التحكم في استخدام الموظفين والأطفال للإنترنت.

تقوم العديد من المؤسسات والآباء باستخدام خوادم البروكسي للتحكم في كيفية استخدام الموظفين أو الأطفال للإنترنت ومراقبة تحركاتهم الإلكترونية.

فبعض الشركات لا تريد من موظفيها استخدام مواقع معينة أثناء وقت العمل الرسمي مثل موقع اليوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي أو مواقع الأفلام والمسلسلات والترفيه. لذا تقوم بتكوين خادم بروكسي لمنع وصول الموظفين إلى مواقع محددة. وقد تقوم الشركة ببرمجة رسالة لطيفة تخبر الموظف بعدم محاولة الوصول إلى هذه المواقع من خلال شبكتها.

في المقابل, قد لا تقوم بعض الشركات بحظر مواقع معينة, بل تقوم بمراقبة جميع طلبات الويب الصادرة والواردة, لذا ستتمكن الشركة من معرفة الوقت الذي يقضيه الموظف على هذه المواقع.

توفير الحُزم وتحسين السرعة.

يمكن للمؤسسات أيضاً الحصول على أداء أفضل للشبكة بشكل عام عن طريق استخدام خادم بروكسي جيد. يمكن لخوادم البروكسي تخزين نسخة محلية من مواقع الويب الشائعة. لذا عندما تكتب على سبيل المثال Google.com في شريط عنوان المتصفح, سيتحقق الخادم إذا ما كان يحتوي على أحدث نسخة من الموقع ثم يرسل إليك هذه النسخة المحفوظة.

يعني هذا الأمر أنه عندما يقوم مئات الأشخاص بالتوجه نحو محرك البحث جوجل في نفس الوقت من نفس خادم البروكسي, فهو يرسل طلباً واحداً فقط إلى جوجل, يوفر هذا الأمر من استهلاك حزم الإنترنت ويحسّن من سرعة الإنترنت أداء الشبكة.

مزايا الخصوصية.

يستخدم الأفراد والمؤسسات على حد سواء خوادم البروكسي لتصفح الإنترنت بشكل أكثر خصوصية. حيث تقوم بعض خوادم البروكسي بتغيير عنوان IP ومعلومات التعريف الأخرى التي يحتوي عليها طلب الويب الذي تم ارساله من قبل المستخدم.

يعني هذا الأمر أن خادم الويب في الوجهة التي تم إرسال الطلب إليها لا يعرف من هو الشخص أو ما هو عنوان IP الذي قدم الطلب الأصلي. يساعد هذا الأمر في الحفاظ على خصوصية المعلومات الشخصية للمستخدم ومنع الوصول إلى سجلات تصفح الويب.

تحسين القدرات الأمنية.

تقوم خوادم البروكسي بتوفير مزايا أمان بالإضافة إلى مزايا الخصوصية التي ذكرناها سابقاً. يمكن تكون خادم البروكسي بحيث يقوم بتشفير طلبات الويب المُرسلة لمنع أعين المتطفلين من قراءة بيانات هذه الطلبات. كما يمكن أيضاً منع مواقع البرامج الضارة من أي وصول عبر الخادم.

تستطيع المؤسسات أيضاً إقران خادم البروكسي الخاص بها مع شبكة إفتراضية خاصة VPN. ومع استخدم الشبكة الإفتراضية, تضمن الشركة أن موظفيها يستطيعون الوصول إلى الموارد التي يحتاجونها مثل البريد الإلكتروني عن طريق اتصال آمن يحمي بيانات الشركة الخاصة.

إقرأ أيضاً… ما هو الأمن السيبراني (Cybersecurity)؟

الوصول إلى المواقع المحظورة.

كما يمكن للشركات أو الحكومات حظر المواقع الإلكترونية عن طريق استخدام خوادم البروكسي. يمكن للمستخدمين استخدام خوادم البروكسي أيضاً للتحايل على القيود المفروضة والوصول إلى هذه المواقع والموارد الإلكترونية.

على سبيل المثال, في حال وجود موقع رياضي محظور في المكان الذي تصل منه إلى الويب, عن طريق استخدام خوادم البروكسي ستتمكن من الوصول إلى هذا الموقع المحظور.

حيث يجعل خادم البروكسي الأمر كأنك تتصل بالإنترنت من كاليفرونيا في الولايات المتحدة. لكنك في الواقع تكون متواجداً في مكان آخر.

4. مخاطر استخدام البروكسي.

في حال رغبتك في الوصول إلى شبكة الويب عن طريق خادم بروكسي, يجب عليك توخي الحذر عند استخدام الخوادم. فبعضها قد يحتوي على مخاطر تضر بك, ومن المخاطر التي قد تواجهها بسبب استخدام البروكسي:

مخاطر البروكسي المجاني.

فعلياً, أنت تحصل على تدفع مقابله, لذا قد يكون استخدام خدمات البروكسي المجانية محفوفة بالمخاطر. بما فيها خدمات البروكسي التي تحقق الدخل عن طريق عرض الإعلانات.

عادة ما تعني كلمة بروكسي مجاني أن مالكي خوادم البروكسي لا يستثمرون بكثافة في الأجهزة أو التشفير. قد تلاحظ في حال استخدام بروكسي مجاني بعض المشاكل في الأداء والأمان والخصوصية.

ففي حال عثرت يوماً ما على خادم بروكسي مجاني بالكامل, فقد يكون هؤلاء الأشخاص ممن يسعون إلى سرقة كلمات المرور الخاصة بك وأرقام بطاقاتك البنكية.

سجل تصفّح الويب.

يحتوي خادم البروكسي على عنوان IP الأصلي الخاص بك ومعلومات طلبات الويب التي قد تكون غير مشفرة ومحفوظة بشكل معرض للسرقة. لذا يجب عليك التأكد من أن خادم البروكسي الذي ترغب باستخدام يقوم بتسجيل وحفظ البيانات الخاصة بك. وإذا ما كان يقوم بتشفير بياناتك. يجب عليك أيضاً معرفة سياسات حفظ المعلومات أو سياسات التعاون القانوني الذي يتبعه.

فإذا كنت تتوقع استخدامه لحماية خصوصيتك, لكن البائع يقوم بتسجيل بياناتك وبيعها. فقد لا تتلقى القيمة المتوقعة للخدمة التي تبحث عنها لديه.

عدم وجود تشفير للبيانات.

في حال كنت تستخدم خادم بروكسي لا يقوم بتشفير بياناتك, ربما لن تحتاج إلى استخدامه من الأساس. فعدم وجود تشفير يعني أنك تقوم بإرسال بياناتك كنص عادي. سيتمكن أي مخترق أو حتى شخص فضولي من سحب أسماء المستخدمين وكلمات المرور ومعلومات الحساب بكل سهولة. لذا تأكد من أن الخادم الذي تستخدمه يقوم بتوفير إمكانية تشفير كاملة للبيانات.

5. أنواع خوادم البروكسي.

في الواقع, لا تعمل جميع خوادم البروكسي بنفس الطريقة, لذا من المهم فهم الوظائف التي يقدمها خادم البروكسي الذي ترغب بالتعامل معه. وأن تتأكد من أنه يلبي الإحتياجات الخاصة بك.

البروكسي الشفاف Transparent Proxy.

يخبر خادم البروكسي الشفاف مواقع الويب أنه خادم بروكسي. وسيبقى يستخدم عنوان IP الخاص بك للمرور عبر الشبكة. عن طريق هذا الأمر, سيتمكن خادم الويب من معرفة عنوان IP الخاص بك.

غالباً من يستخدم البروكسي من نوع البروكسي الشفاف في الشركات والمكتبات والمدارس, وذلك لتصفية المحتوى. وتُستخدم لسهولة تركيبها وإعدادها من جانب العميل والخادم.

البروكسي المجهول Anonymous Proxy.

سيقوم خادم البروكسي المجهول بتعريف نفسه على أنه خادم بروكسي, لكنه لن يقوم بتمرير عنوان IP الخاص بك إلى موقع الويب. يساعد هذا الأمر في الحفاظ على الخصوصية ومنع سرقة سجلات وعادات التصفح الخاصة بك.

كما يمكن لهذا النوع من البروكسي منع مواقع الويب من تقديم محتوى تسويقي مستهدف بناء على موقعك أو عادات تصفحك. فعلى سبيل المثال, إذا عرف موقع معين أن تعيش في منطقة محددة, سيقوم بعرض الإعلانات ذات الصلة بالمنطقة التي تعيش فيها.

بينما التصفح المجهول لهذا الموقع, عن طريق البروكسي, سيمنع موقع الويب من استخدام بعض تقنيات استهداف الإعلانات, لكنه لا يعتبر مضموناً 100%.

البروكسي المشوّه Distorting proxy.

يقوم خادم البروكسي المشوّه بتمرير عنوان IP مزيف أثناء تعريف نفسه على أنه خادم بروكسي, يعمل هذا النوع بشكل مشابه للنوع السابق, المجهول, لكن الإختلاف هنا هو أرسال عنوان IP مزيف.

يجعلك هذا الأمر تظهر كأنك تتصل بالإنترنت وتتصفح الويب من مكان آخر غير مكانك, مما يعطي القدرة للإلتفاف على القيود التي تكون مفروضة على تصفح الويب.

البروكسي عالي الخصوصية High Anonymity Proxy.

تقوم خوادم البروكسي عالي الخصوصية بتغيير عنوان IP الذي تقدمه لخادم الويب بشكل دوري, مما يجعل من الصعب جداً تتبع حركة المرور من أين بدأت وأين وصلت.

تعتبر خوادم البروكسي عالية الخصوصية هي الأكثر خصوصية وأماناً أثناء تصفح الويب, ومن الأمثلة على هذا النوع هو شبكة TOR التي يمكن الوصول إليها عن طريق متصفح الويب TOR.