تعتبر أهمية التعليم للطفل في المراحل المبكرة من الأمور التي لا جدال فيها. ومن طرق التعليم المتبعة في المراحل المبكرة هي منهج منتسوري التعليمي, فما هي فوائد منهج منتسوري في تعلم الطفل خلال المراحل المبكرة؟
من المعروف أن البداية الجيدة للحياة هي أساس التنمية المستقبلية والصحية والرفاهية. ليس فقط خلال السنوات الأولى, لكن طوال الحياة أيضاً.
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن تعلم الأطفال ونموهم العقلي يبدآن مباشرة بعد الولادة ويستمران لبقية حياتهم. لكن ليس بنفس الكثافة التي تظهر في السنوات الأولى ما قبل مرحلة المدرسة.
يحتاج الإطفال الصغار في مرحلة ما قبل المدرسة ألى تجارب تعلم مبكرة إيجابية لتساعد على وضع الأسس لتطورهم الفكري والإجتماعي والعاطفي, ونجاحهم الدراسي في مرحلة المدرسة لاحقاً.
يمكنك قراءة مقالتنا التالية لمعرفة المزيد عن منهج منتسوري: ما هو منهج منتسوري التعليمي للأطفال؟ وكيف يمكن تطبيقه في التعليم؟
إذاً كيف يقوم منهج منتسوري بإعداد الأطفال للمدرسة والحياة اللاحقة؟ وما هي فوائد منهج منتسوري؟
1. التركيز على مراحل النمو الرئيسية.
يعتبر منهج منتسوري من الطرق العلمية للتعليم, والتي تقوم بالتركيز على مراحل النمو الرئيسية التي يمر بها الطفل في طريقه نحو البلوغ. ففي كل مرحلة من مراحل النمو, يمر الطفل بفترة حساسة لتعلم مهارات وأنشطة مختلفة تساعده على الوصول إلى المرحلة التنموية التالية.
اعتقدت الدكتورة ماريا منتسوري, مؤسسة منهج منتسوري, أنه إذا تم توفير الفرص للأطفال لاستكشاف وممارسة هذه المهارات, سيتمكنون من تحقيق تقدم غير عادي. وهذه هو السبب في أن طريقة منتسوري التعليمية تم تصميمها حول الإحتياجات التنموية الفريدة للطفل.
تم اختبار منهج منتسوري والصفوف الدراسية التي تقدمه والمواد التعليمية, كما تم تقييمها وإثباتها عبر الفئات العمرية والبلدان والثقافات المختلفة لدعم الإمكانات التنموية للطفل. وأثبت منهج منتسوري امتلاكه العديد من الفوائد التي تساعد الطفل إثناء مراحل النمو المبكرة.
2. التنمية الإجتماعية والتعاون.
في الفصول الدراسية التي تتبع منهج منتسوري, يتم جمع الأطفال من مختلف الأعمار على شكل فئات عمرية مكونة من 3 سنوات. ويتم تشجيع الأطفال على التعاون فيما بينهم ومساعدة بعضهم البعض.
يشجع هذا الهيكل لبيئة تعلم الطفل على المشاركة والعمل بشكل تعاوني مع مجموعات لاستكشاف العديد من المجالات المختلفة من منهج منتسوري لتحقيق الفوائد المرغوبة.
وبالإستناد إلى طبيعة بيئة الصف الدراسي, يتعلم الأطفال احترام بعضهم البعض. كما يتمكنون من تطوير مهارات حل المشكلات عن طريق التعاون, ويساعد هذا الأمر على بناء الشعور بالإنتماء للمجتمع.
3. الطفل هو محور التعلم, والمعلم هو المرشد.
يعتبر الصف الدراسي في منتسوري بيئة تعليمية معدة بحيث يتمتع الأطفال بحرية الإختيار من بين مجموعة من النشاطات المناسبة لهم من ناحية تنموية.
ويكون المعلم موجوداً في الصف الدراسي للعمل على توجيه الطفل نحو تجربة التعلم وتسهيل هذه المهمة. فهم يأخذون زمام المبادرة من الأطفال ويتأكدون من اتباع القواعد الأساسية. كما يقومون بتشجيع الأطفال على العمل بشكل مستقل وبالسرعة التي تناسبهم.
يساعد توجيه الأطفال نحو تعلمهم بشكل ذاتي على التعلم بطريقة ممتعة وتنمية الحماس للتعلم لديهم, كما يساعدهم على تنمية الإنضباط الذاتي والإستقلالية واحترام الذات.
4. التقييم الذاتي والدافع للتعلم.
يعتبر التقييم الذاتي جزءاً لا يتجزأ من تجربة التعلم من خلال منهج منتسوري. فمع تقدم الأطفال خلال برنامجهم التعليمي, يتعلمون كيفية النظر بشكل نقدي إلى أعمالهم. والتعرف على أخطائهم وتصحيحها والتعلم منها.
ومن خلال منح الأطفال حرية طرح الأسئلة والتحقيق بعمق والتواصل مع الآخرين. يتعلم طلاب منتسوري ان يصبحوا متعلمين واثقين يمتلكون الدوافع الذاتية والحب للتعلم.
إذاً، من فوائد منهج منتسوري تنمية الأطفال بنهج إيجابي وواثق للتعلم مدى الحياة.
5. التعلم من أجل الحياة.
في عام 2006،قام مجموعة من العلماء بنشر ورقة بحثية في مجلة Science. حيث أن هذا البحث قام بفحص الأطفال الذين تدرسون عن طريق منهج منتسوري، وتمت مقارنتهم مع الأطفال الذين يدرسون بطرق نظامية تقليدية.
وتبين أن الأطفال الذين الحقوا بمدارس منتسوري كانوا أكثر إبداعاً وتكيفاً اجتماعياً. كما أنهم يمتلكون القدرة على التكيف مع المشكلات المتغير والمعدة.
كما تبين أن طلاب منتسوري في عمر خمس سنوات كانوا أكثر استعداداً للقراءة وتعلم الرياضيات.
وأن الأطفال في عمر 12 عاماً قاموا بكتابة مقالات أكثر إبداعاً بشكل ملحوظ، وذلك عن طريق استخدام جمل أكثر تعقيداً.
كما أظهر طلاب منتسوري إحساساً أكبر بالعدالة والإنصاف والتفاعل بطريقة إيجابية عاطفياً. عدا عن كونهم أقل عرضة للإنخراط في اللعب الخشن مع أقرانهم.