هل تعلم بأنك تقوم بإجراء مكالماتك وإرسال رسائلك عن طريق كاميرا إحترافية !
نعم صحيح، هذا الأمر ليس مبالغاً فيه، فأغلب الهواتف الحديثة في هذه الأيام تحتوي على كاميرات إحترافية تعطيك صوراً في غاية الدقة والجودة.
لكن يوجد هنالك مفتاح يسمح لك بالوصول إلى الخصائص المذهلة الموجودة في كاميرا هاتفك، يسمى هذا المفتاح بخاصية التصوير الإحترافي (Pro Mode).
سنقوم في مقالتنا بشرح طريقة الإستفادة من خاصية التصوير الإحترافي (Pro Mode) عن طريق توضيح الإعدادات التي يجب عليك القيام بموازنتها للحصول على أفضل لقطة فوتوغرافية إحترافية.
وعن طريق تعديل الإعدادات بما يناسب الجو العام المحيط بالمشهد الذي تريد إلتقاط صورة له، بالإضافة إلى بعض الممارسة والتدريب، ستتمكن فعلياً من القيام بتحويل كاميرا هاتفك إلى كاميرا إحترافية.
كيف أستخدم كاميرا هاتفي بإحترافية؟
في البداية يجب فتح الكاميرا وإختيار وضع Pro Mode، قد لا تتوافر هذه الخاصية في جميع الهواتف، لكنها موجودة في غالبية الهواتف الحديثة.
ما يميّز وضع التصوير الإحترافية هو إعطاء المستخدم التحكم الكامل بخصائص كاميرا التصوير، مثل التحكم في شدة الإضاءة وسرعة فتح العدسة وموازنة اللون الأبيض.
وعند إختيارك لوضع التصوير المحترف، ستجد أمامك الخصائص التالية :
1. الآيزو (ISO).
الآيزو هو عبارة عن مقياس لحساسية مستشعر الضوء في الكاميرا، وكلما كانت قيمة الآيزو أعلى كلما زادت حساسية الكاميرا للضوء.
وعند تقليل قيمة الآيزو، تقل حساسية الكاميرا للضوء، وتصبح الصورة أكثر حدة مع تقليل الضجيج الموجود فيها.
أما عند زيادة قيمة الآيزو، فتكون درجة الإضاءة في الصورة أعلى، لكن ستزداد نسبة الضجيج في الصورة.
في الصورة أدناه، مقارنة بين عدة لقطات لنفس المشهد، بإستخدام قيم آيزو مختلفة .
2. سرعة الغالق (Shutter Speed).
سرعة الغالق هي المدة الزمنية التي يبقى فيها حساس الكاميرا معرضاً للضوء، بمعنى المدة التي يبقى فيها غالق الكاميرا مفتوحاً.
كلما زادت قيمة سرعة الغالق كلما إزداد مقدار الضوء الذي يتعرض له حساس الكاميرا.
فعند زيادة المدة التي يبقى فيها الغالق مفتوحاً عند إلتقاط الصورة، ستزداد شدة إضائة الصورة بمقدار كبير.
كمثال على ذلك، 1/600 هي هي قيمة منخفضة لسرعة الغالق، بمعنى أن زمن تعرض حساس الكاميرا للضوء سيكون قليلاً.
على الناحية الأخرى، 1/60 هي قيمة مرتفعة لسرعة الغالق، بمعنى أن حساس الكاميرا سيتعرض للضوء لمدة زمنية أطول.
بإمكانك تجربة ذلك في مكان معتم، عن طريق زيادة سرعة الغالق ستجد بأن الصورة للمكان المظلم ستبدو كأنها في مكان مضاء.
إضافة إلى ذلك فإن تقليل سرعة الغالق عند إلتقاط الصور للأجسام المتحركة يجعلها أفضل ويقلل من الضبابية الناتجة عن حركة الأجسام.
توضح الصورة التالية مقارنة بين صورتين لنفس الجسم بإستخدام قيمة سرعة غالق عالية (الصورة ثابتة لجسم متحرك) وأخرى بطيئة (الصورة ضبابية) .
3. توازن اللون الأبيض (White Balance).
توازن اللون الأبيض، يؤثر هذا الخيار في كمية التشبّع من اللون الأبيض في الصورة.
حيث أن تشبّع اللون الأبيض يؤثر فعلياً في توازن جميع الألوان الأخرى.
يحدد هذا الخيار إذا ما كانت الصورة تميل للنمط الدافئ (بإتجاه اللون الأصفر) أم تميل بإتجاه النمط البارد (بإتجاه اللون الأزرق).
4. التعرض (Exposure).
يسمح لك هذا الخيار بتحديد مقدار التعرّض للضوء، عادة ما تجد بجانبه الرموز + و – لزيادة مقدار التعرض للضوء أو تخفيضه.
سيقوم هذا الخيار بجعل صورك تبدو أفتح أو أغمق حسب الإعدادات التي تقوم بضبطها (زيادة أو تخفيض القيمة) .
كيف إستخدم هذه الإعدادات لتحسين جودة الصورة ؟
من الميزات الموجودة في كاميرات الهواتف الحديثة هي عرض التعديلات بشكل حي ومباشر.
فبعض هذه الخيارات، وعند تخفيض أو زيادة قيمتها، سيظهر التغير الحاصل في الصورة بشكل حي أثناء توجيه الكاميرا نحو المشهد.
لذلك فلا حاجة لإلتقاط الصورة لمشاهدة التغيير الذي سيحدث.
على كل حال، ستكون هذه التغييرات الحية عامة وغير دقيقة بالكامل، وبعد إلتقاط الصورة ربما تحتاج لتعديل بعض الإعدادات أيضاً.
هل يجب إستخدام الترايبود للتصوير؟
في الواقع فإن ثبات الكاميرا في أثناء التصوير هو أحد أهم العوامل في الحصول على صورة ذات جودة عالية.
فالإهتزاز العالي الناتج عن إمساك الهاتف باليد يتسبب في فقدان الصورة لجودتها.
وللتغلب على هذا الأمر يفضّل إستخدام حامل التصوير الثلاثي (الترايبود) لتثبيت الهاتف في أثناء إلتقاط الصورة.
تعديل إعدادات الكاميرا للصور النهارية.
عند إلتقاط الصور خلال النهار أو عند وجود إضاءة قوية، بإمكانك تخفيض قيمة الآيزو وزيادة سرعة الغالق للحصول على مزيد من التفاصيل في الصورة.
فكما ذكرنا سابقاً، عند تخفيض قيمة الآيزو، ستقل حساسية الكاميرا للضوء (قارن بين الصور في شرح معنى الآيزو).
وأيضاً عند زيادة سرعة الغالق فإن حساس الكاميرا سيتعرض للضوء بشكل أقل، مما يعني تخفيض نسبة السطوع وشدة الإضاءة في الصورة.
ولتفادي التباين الشديد من بين الأماكن المضاءة في الصورة والأماكن التي يغطيها الظل، ولتفادي السطوع الزائد والألوان الباهتة بسبب شدة الإضاءة.
تعديل إعدادات الكاميرا للصور الليلية.
عند إلتقاط الصور خلال الليل أو عند وجود إضاءة ضعيفة.
بإمكانك زيادة قيمة الآيزو وتخفيض سرعة الغالق للحصول على مزيد من التفاصيل في الصورة.
فكما ذكرنا سابقاً، عند زيادة قيمة الآيزو، ستزداد حساسية الكاميرا للضوء (قارن بين الصور في شرح معنى الآيزو).
وأيضاً عند تخفيض سرعة الغالق فإن حساس الكاميرا سيتعرض للضوء بشكل أكبر.
مما يعني زيادة نسبة السطوع وشدة الإضاءة في الصورة.
تعديل إعدادات الكاميرا لتصوير الشروق والغروب.
للحصول على تأثيرات جميلة في أثناء إلتقاط صورة لشروق الشمس أو غروبها.
قم بتعديل قيم موازنة اللون الأبيض بإتجاه الألوان الدافئة (الأحمر والأصفر والبرتقالي)، سيزيد هذا الأمر من تشبع الألوان الثلاثة التي ذكرناها.
وهي الألوان التي تعطي الجمالية لمشهدي الشروق والغروب.
كيف تزيد من إحترافيتك في إلتقاط الصور ؟
الإجابة على هذا السؤال هي إجابة مختصرة جداً : التدريب والممارسة.
لكن هذه الإجابة تحتاج إلى صبر لتؤتي ثمارها، حاول تغيير الإعدادات في كل مرة حسب الأدلة التي ذكراها سابقاً.
وعند تغيير الإعدادات قم بتسجيلها على ورقة في كل مرة، ثم قارن ما بين الصور المختلفة التي قمت بإلتقاطها عند تغيير الإعدادات.
ستتمكن بهذه الطريقة من تحديد الإعدادات المناسبة لكل مشهد.
وستتمكن من معرفة التوليفة الأفضل من هذه الإعدادات التي تجعل من الصورة التي تلتقطها صورة مثالية.