-

إنهيار الإمبراطورية: (13) سبباً من أهم أسباب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:26:08 )

منذ بداية إنتشار الهواتف الخلوية المحمولة, كانت نوكيا هي الإسم اللامع في هذا المجال لسنوات طويلة, ظلت نوكيا هي الرقم واحد في سوق الهواتف, لكن إنتظر قليلاً, أين ذهبت نوكيا؟ أين هي هواتفها؟ كيف ولماذا وما هي أسباب فشل نوكيا؟

هل تذكرون عندما كانت نوكيا تصدر هاتفاً جديداً كل بضع أشهر, مثل الجهاز الجبار الذي يعرفه الجميع NOKIA 6610, وجهاز NOKIA 1100, وجهاز NOKIA 6620 وجهاز NOKIA E61 وجهاز NOKIA N73 وجهاز NOKIA N96 وغيرها العديد من الأجهزة التي تتكون أسمائها من حروف وأرقام لا تزال محفورة في الذاكرة.

لكن لماذا فشلت نوكيا؟ وما هي أسباب خروجها من المنافسة؟

المحتويات:

1. نجاح نوكيا.

2. ما هي أسباب فشل شركة نوكيا ؟

نجاح نوكيا.

قبل البدء بذكر أسباب فشل شركة نوكيا, من المنصف أيضاً التحدث عن نجاحاتها السابقة.

تأسست شركة نوكيا الفنلندية في عام 1865, ثم بدأت في صناعة الهواتف المحمولة عام 1987 وبحلول عام 1998 برزت نوكيا كأفضل شركة مصنعة للهواتف المحمولة.

بحلول عام 2007, كانت نوكيا تمتلك 50% من الحصة السوقية للهواتف المحمولة, حققت مبيعات نوكيا إكتساحاً هائلاً. فقد تجاوزت مبيعاتها 50 مليار دولار في عام 2007, والرقم نفسه تكرر في عام 2008.

مع كل ذلك, ومع مرور الزمن, إدى النمو المفرط بشكل كبير وفقدان المرونة والإفتقار إلى القيادات المبتكرة إلى فشل نوكيا بشكل كبير, فما هي أسباب حدوث ذلك؟

ما هي أسباب فشل شركة نوكيا ؟

بعد أن وصلت حصة نوكيا السوقية في مجال الهواتف المحمولة إلى 50% في عام 2007. تبعها إنخفاض هائل جداً, حيث وصلت حصتها السوقية إلى 5% في عام 2013.

أما بالنسبة للأسباب والعوامل التي أدت إلى فشل نوكيا فهي :

1. عدم تكيف نوكيا مع التغيير.

كما الأمر مع جميع فروع التكنولوجيا, كان التقدم الذي يحصل في عالم الهواتف المحمولة سريعاً بشكل كبير, حيث تغيرت الهواتف التقليدية إلى هواتف ذكية.

لم تتمكن نوكيا من التعامل مع التطور السريع جداً في تكنولوجيا الهواتف, حيث كانت نوكيا أيضاً تستخدم نظام التشغيل سيمبيان Symbian, والذي لم تقم حتى بتطويره أو تغييره.

كما إستمرت نوكيا في إنتاج الإصدارات القديمة من هواتفها, في حين كان المنافسون يقومون بتصنيع وغمر الأسواق بأعداد كبيرة من الهواتف الذكية المتقدمة التي تجاوزت قدرات أجهزة نوكيا بمراحل متقدمة.

بدأت بعدها إهتمامات المستخدمين بالتحول عن الهواتف التي اعتادوا عليها لسنوات طويلة إلى الهواتف الذكية التي تحتوي على مزايا ومرونة أكبر بكثير من التي تحتويها أجهزة نوكيا.

2. الإعتماد على أن تكون أول المتحركين وليس أفضلهم.

كان إدخال نظام التشغيل سيمبيان Symbian في عام 2002 خطوة مميزة قامت بها نوكيا لتغيير مفهوم الهاتف المحمول. كانت نوكيا هي أول من يقوم بفعل ذلك, لكن أن تكون أنت الأول لا يكفي لأن تبقى الأول.

في عام 2007 قامت أبل بطرح جهاز آيفون بنظام التشغيل iOS. ومع المرونة العالية والسرعة الفعالة التي أظهرها الجهاز, بدأت أبل بأولى خطوات دفن هواتف نوكيا القديمة ذات نظام التشغيل الجامد سيمبيان. والذي لم تقم نوكيا بتطويره بشكل يذكر.

3. المنافسة الشرسة في سوق الهواتف المحمولة.

مع مرور السنين, أصبح هنالك العديد من الشركات التي دخلت إلى سوق صناعة الهواتف المحمولة, حيث كانت كل من أبل وسامسونج وبلاك بيري ونوكيا هم أقوى الشركات التي كانت تتنافس في سعيها للسيطرة على هذا المجال.

وأثناء محاولات نوكيا المتكررة للفوز في هذه المنافسة, كانت هي الخاسر الأكبر أمام الشركات الأخرى لأنها لم تقم بتحسين خدماتها بالشكل المطلوب, ولم تكن تواكب التطورات السريعة التي كانت تحدث.

عدا عن ذلك, بدأت شركات أخرى بالدخول بشكل تدريجي في هذه المنافسة الشرسة. شركات مثل هواوي واتش تي سي وغيرها, وبدأت هذه الشركات بالحصول على نسبة لا بأس بها من الحصة السوقية.

4. تغير آراء المستخدمين بالنسبة لنوكيا.

كما ذكرنا سابقاً, يرتبط إسم نوكيا بسمعة تجارية قوية بالنسبة لصناعة الهواتف المحمولة, وكانت معروفة كأكبر شركة في هذا المجال.

كان إسم نوكيا محبباً لدى الجميع, وكان المستخدمون يمتلكون ذكريات وتصورات رائعة متعلقة بإسم نوكيا, يعرف غالبية الأشخاص مدى جودة هواتفها, ولا زلنا غير قادرين على تغيير أفكارنا المتعلقة بهذا الأمر.

كما أن العديد من الأشخاص يتذكرون لعبة الثعبان الشهيرة, ويتمنون الوصول إلى هذه اللعبة التي ترتبط بالعديد من الذكريات والقيام بلعبها لساعات طويلة.

لكن الغالبية العظمى لن تنفق الأموال لشراء جهاز نوكيا بسبب الذكريات الجميلة المتعلقة به, ولا بسبب الحنين للعبة الثعبان, ففي النهاية سيشعرون بالملل منها. يحدث هذا الأمر بسبب تغير آراء وتصورات المستخدمين بالنسبة للتكنولوجيا, لم تفكر نوكيا في هذا العامل الذي كان من أسباب فشل الشركة.

5. لم تقم بإعادة التموضع بشكل كاف.

كان القيام بإعادة التموضع من الأمور الضرورية التي لم تقم شركة نوكيا بفعلها، لكن ما هو المقصود بذلك؟

علم التموضع هو عبارة عن مصطلح متعلق بالتسويق. حيث يتم فيه تغيير الصورة الحالية للعلامة التجارية للشركة إلى صورة أحدث تواكب التطور الذي يحصل في مجال عملها.

ويتم فعل ذلك عن طريق إبراز المميزات الجديدة والتكنولوجيا الحديثة التي تمتلكها الشركة، كما تقوم بإخبار العملاء والمستخدمين عن هذه المميزات بطريقة تحببهم بها.

كان هذا الأمر أحد الأسباب التي أدت إلى فشل شركة نوكيا، لكن في المقابل نجحت أبل في تطبيق هذا الأمر. وبالتالي تمكنت من جذب عدد أكبر من المستخدمين لتجربة علامتها التجارية والتعلق بها.

6. عدم وجود خطة استراتيجية.

كمثال على هذا الأمر, قامت كل من شركتي أبل وسامسونج بإتباع خطة ممتازة لم تقم نوكيا بتنفيذها. حيث قامت كل من أبل وسامسونج بإبتكار هواتف رائعة.

بعد إطلاق هواتفها المميزة, أصبحت هذه الشركات تصدر هاتفاً جديداً في كل عام, ويحتوي الجهاز الجديد على مواصفات أفضل وتكنولوجيا أحدث.

كنتيجة لذلك, أصبح المستلك يراقب هذه الشركات وينتابه الفضول حول الجهاز الجديد والمواصفات الحديثة التي سيحتويها, حتى في حال عدم القيام بشرائها, قامت هاتين الشركتين عن طريق هذا الأمر ببناء علامة تجارية قوية.

وحيى لو كان سوق الهواتف مشبعاً بالفعل, سبقى المستهلك يراقب هذه الشركات وينتظر أصدار النسخ الجديدة من هواتفها الذكية. يحدث هذا الأمر حالياً مع أبل بالتحديد, فترى آلاف الأشخاص ينتظرون على أبواب المحلات لتفتح أبوابها لشراء النسخة الجديدة من هواتف أبل.

7- النمو المفرط في خلال الأعوام ما بين 1996-2000.

نعم صحيح, ما طار طير وارتفع, إلا كما طار وقع. فما بالكم لو ارتفع هذا الطير بسرعة البرق!

يمكن إعتبار النجاح المبهر لنوكيا خلال هذه الفترة هو من الأسباب الرئيسية في فشلها, بسبب الطلب المرتفع بشكل كبير جداً على هواتف نوكيا خلال الأعوام ما بين 1996-2000 أصبح من الصعب على شركة نوكيا الحفاظ على سلامة سلسلة التزويد الخاصة بها.

ومع تزايد الطلب بشكل كبير, حولت نوكيا غالبية مواردها للحفاظ على سلامة سلسلة التزويد الخاصة بها, بالطبع فإن هذا الأمر سيقلل من التركيز على الأمور الأخرى الهامة.

8. الإفتقار للإبتكار.

بسبب النمو المفرط الذي تحدثنا عنه في النقطة السابقة, قامت شركة نوكيا بالإختيار ما بين ضخ تمويلها إلى الإبتكار والتحديث أو ضخه إلى النمو بشكل أكبر.

ربما تتوقعون الخيار الذي توجهت نوكيا إليه, قامت نوكيا بتوجيه تمويلها نحو النمو السريع مع عدم الإهتمام بشكل كاف بأقسام البحث والتطوير. لذا لم تتمكن الشركة من تطوير هواتفها لتواكب التطور الذي بدأ بالإنتشار حينها.

9. تغيير الهيكل التنظيمي للشركة.

كانت نوكيا تعمل على أساس هيكل تنظيمي آلي, بعدها قامت بالتحول بشكل مفاجئ إلى هيكل المصفوفة. كان هذا الأمر لازماً لتحسين مرونتها.

لكن لم يرحب جميع أصحاب القرار داخل الشركة بهذا التغيير, فبدأ العديد من المدراء في الإدارة العليا بمغادرة الشركة, وكما يحدث في العديد من الشركات التي تنتهي بالفشل, فإن تغيير جزء كبير من الإدارة عادة ما يصاحبه عواقب وخيمة. ولم يكن إستمرار نجاح نوكيا سهلاً دون الأشخاص الذين بنوها منذ البداية.

10. المشاكل الداخلية.

من الأسباب الأخرى لفشل شركة نوكيا هو المشاكل الداخلية في الشركة. حيث لم تقم جميع الأقسام بالعمل بتنسيق كامل فيما بينها, ونفس الأمر مع الإداريين فيها.

أدى هذا الأمر إلى ظهور العديد من المشاكل في الشركة. كما ساهمت هذه المشاكل بتأخير تطوير العديد من المنتجات التي تقوم الشركة بتصنيعها. لم تساهم هذه المشاكل في الفشل بشكل مباشر, لكنها ساهمت بشكل غير مباشر في الدخول في دوامة الضياع.

11. الافتقار إلى الرؤية.

تعتبر المنافسات الداخلة والموارد المحدودة من أهم المشاكل التي تواجه غالبية الشركات. لكن عندما تمتلك الشركة قادة أصحاب رؤية مستقبلية, فهم يقومون بتحويل هذه المشاكل إلى مستقبل مشرق للشركة.

كانت نوكيا تفتقر إلى رؤية واضحة, وبسبب هذا الأمر لم يعرف الموظفين في الشركة إلى أين يتجهون. كانت نوكيا سعيدة بالنمو السريع وشعرت بالرضا وتجاهلت الأسواق التي ستتوسع في المستقبل.

هذا الأمر ساهم في دخول المنافسين الآخرين للسوق والبدء ببناء قاعدة قوية من المستخدمين.

12. تناقص رضا الموارد البشرية.

عندما تقوم شركة بتحقيق مقدار كبير من النجاح, فعلى الأغلب سيبدأ الموظفين بتغيير مواقفهم تجاهها. فيصبحون غير راضين ولا يقومون بالتركيز على عملهم بشكل كاف, يتسبب هذا الأمر بتخفيض كفاءة العمل داخل الشركة.

كما كشفت بعض التصرحات لمدراء تنفيذيين من داخل نوكيا بأن الشركة بدأت تدخل في دوامة عدم رضا الموظفين. فقد أصبح العديد من الموظفين والمدراء بحالة من عدم الرضا. هذا الأمر أدى إلى تراجع الشركة بشكل كبير.

13. الإعتماد على قوة العلامة التجارية.

من العوامل الأخرى المهمة التي أدت إلى فشل شركة نوكيا هو أنها بالغت بشكل كبير في تقدير علامتها التجارية. حيث أن الإدارة قامت بالإعتماد على أن المستهلكين سيشترون أجهزة نوكيا بسبب قوة إسمها بغض النظر عن مواصفات الجهاز.

في الواقع كان إسم نوكيا لوحده يجعلك تقرر شراء أجهزتها, لكن لو وجدت جهازاً آخر بمواصفات أفضل بكثير من جهاز نوكيا. وبالمقابل كان سعر الجهاز الآخر أرخص من جهاز نوكيا أو مقارباً له في السعر, أين ستتجه؟

العديد من المستهلكين سيقومون بشراء الجهاز الجديد, فالمستهلك يفضل دائماً التكنولوجيا الأفضل التي تمتلك سعراً أنسب, ومع دخول أبل وسامسونج إلى السوق وقيامهم ببيع العديد من الأجهزة التي تمتلك مواصفات مميزة بسعر مناسب, بدأ المستهلك يحول أنظاره عن نوكيا إلى منافسيها.

إقرأ أيضاً… كيف وصلت كوداك إلى مرحلة إعلانها الإفلاس ؟