إنها ليست مهمة سهلة أن نتحدث عن طه حسين، فهو شخصية تاريخية كبيرة أثرت في الكثير من الناس حول العالم. إنه الفيلسوف والأديب والمفكر المصري الذي أطلق عليه اسم “أمير الأدباء العرب”، ولكن الشيء المذهل هو أن تأثيره لم يكن مقتصرًا على المجال الأدبي فحسب، بل امتد ليطرق باب الثقافة والسياسة والتربية والتغيير الاجتماعي.
ولد طه حسين في قرية إدفو جنوب مصر في العام 1889، في أسرة فقيرة تفتقر إلى الكثير من سبل الحياة، لكن طه لم يكن يستسلم للظروف القاسية وأظهر منذ صغره اهتمامًا بالمعرفة والثقافة. وبفضل جهوده الجبارة، تمكن من التحاقه بالجامعة الأزهر ومن ثم استكمال دراسته في الجامعات الأوروبية، حيث تعلم اللغات والثقافات المختلفة، وأصبح عالمًا متعدد اللغات ومتسلحًا بالمعرفة الغنية.
تأثير طه حسين بدأ يظهر عندما عُين أستاذًا للأدب العربي في جامعة القاهرة، حيث كانت فلسفته التربوية تركّز على أن يكون المعلم رسولًا للتنوير والفكر والتغيير. حاول طه حسين تحرير العقل العربي من القيود والعادات المسبقة ودعا لتبني التجديد والتطور في كافة المجالات.
كان طه حسين يؤمن بقوة الأدب والفن كوسيلة لتحقيق التغيير الاجتماعي، ففي أعماله الأدبية النثرية والشعرية، حاول إبراز قيم الإنسانية العليا وترسيخ العدل والحرية والتسامح. كما تناول قضايا المرأة وحقوقها ودعم تحريرها من القيود الاجتماعية.
ومن خلال كتاباته، نجح طه حسين في نقل قضايا المجتمع العربي إلى العالم الغربي، حيث احتضنت أعماله وأصبحت مصدر إلهام للكثيرين من الكتّاب والفلاسفة والنقاد في مختلف أنحاء العالم.
كما أن طه حسين كان من الشخصيات السياسية البارزة في مصر، حيث دافع بشكل قوي عن الحرية والديمقراطية، وكان من القلائل الذين استطاعوا الوقوف في وجه الاستعمار البريطاني ومناهضة الظلم والاستبداد.
في ختام هذه المقالة، يجدر بنا أنه ملك الذي لا يتوج بكأس الأدب.
كتبها:
جنيد كدوتوري-الهند
طالب مجمع برنن الحكومية في قسم اللغة العربية