في العام الماضي، اقترحت انا وزملائي أن الطاقة المظلمة الغير مرئية التي تسبب تسارع توسع قد تكون نتيجة تسرب حدث في اللحظات الأولى من نشأه الكون. بمعنى أن بداية الكون كانت نتيجة تسرب للطاقة وليس بسبب الانفجار العظيم.
ما نجده مثيراً للغاية بشأن هذه الفكرة هو كيف تشرح بأناقة العلاقة بين الطاقة المظلمة المسؤولة عن تسارع توسع الكون وبين فكرة التسرب. علاوة على ذلك، يمكن للعديد من الأدوات الجديدة – بما في ذلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي الذي تم إطلاقه للتو – إنتاج البيانات اللازمة لتقييم فكرة بداية نشأه الكون نتيجة لتسرب الطاقة المظلمة.
عالمنا الآخذ في الاتساع العمر والتاريخ وحقائق أخرى .
بحسب نظرية الانفجار العظيم نشأة الكون قبل حوالي 13.8 مليار عام، شهدت انفجاراً لا يُصدق من التوسع يُعرف باسم التضخم، وفيه الفضاء نفسه توسع أسرع من سرعة الضوء. استمر نمو الكون بعد التضخم، ولكن بمعدل أبطأ بسبب الجاذبية. مع توسع الفضاء بمعدل متباطئ، برد الكون وتشكلت المادة.
على الرغم من تباطؤ توسع الكون تدريجياً حيث أن المادة الموجودة في الكون تشد نفسها عن طريق الجاذبية. إلا أنه بعد حوالي 6 مليارات سنة من الانفجار العظيم، بدأت قوة غامضة غير مفهومه تسمى الآن الطاقة المظلمة في تسريع توسع الكون. قبل تلك الفترة، لم تتمّ مُلاحظة البطء في التوسّع، فقط نظريا يجب على الكونِ أن يُبطِئ.
تلسكوب جيمس ويب يحمل المفتاح.
من خلال السماح للعلماء برؤية انفجارات كونية تسمى المستعرات العظمى في مكان أبعد في الكون. وبالتالي إلى الوراء في الزمن أكثر من أي وقت مضى ، يجب أن يوفر تلسكوب جيمس ويب الفضائي صورة أفضل لتوسع الكون.
تقول لوز أنجيلا غارسيا، عالمة الكونيات في جامعة يونيفرسيداد إي سي سي آي، والتي تبحث في نماذج الطاقة المظلمة المبكرة لمجلة نيوزويك: سيكون تلسكوب جيمس ويب قادراً على تتبع المستعرات العظمى على مسافات أكبر بكثير من التلسكوبات السابقة. وربما حتى مراقبة أول هذه الانفجارات الكونية، مما يساعدنا على مراقبة وقياس تمدد الكون بشكل أفضل وكيف يتغير.
وقالت أيضا : “بتفاؤل، سوف نتعلم الكثير عن تأثير الطاقة المظلمة على مسافات متوسطة وكبيرة باستخدام الملاحظات من تلسكوب جيمس ويب الفضائي. علاوة على ذلك، لا نعرف حتى الآن ما هي الأشياء الجديدة التي يجب اكتشافها وما يمكن أن تخبرنا به عن محتويات الكون. والتي تشمل الطاقة المظلمة، المادة المظلمة.”
إقرأ أيضاً… 40 ساعة من الأرصاد, العثور على مجرة خالية من المادة المظلمة.
نظرية الطاقة المظلمة ونشأة الكون.
وفقاً لفرضيتنا -الطاقة المظلمة- رافقت الكون منذ نشوئه ولم تظهر حديثاً. حيث كانت نشأته نتيجة لتسرب الطاقة المظلمة من نقطة صغيره، أدى هذا التسرب لخلق مكان جديد هو كوننا الحالي، بجانب النقطة الصغيرة، التي أطلق عليها اسم (الكون الداخلي). كلما تسربت الطاقة من تلك النقطة انخفضت كتلتها، وانخفاض كتلتها يزيد من سرعة دورانها حول نفسها. وتؤدي زياده سرعة الدوران تلك إلى زيادة تسرب الطاقة، وما إلى ذلك.
لاجتياز اختبارات الرصد الحالية، من المهم البحث عن دليل مباشر لمرحلة توسع سابقة متسارعة. من شأن هذه الأدلة أن تساعد في تأكيد نظرية الكون الداخلي. وتعطي العلماء فكرة عن السبب الكامن وراء الفترة الحالية من التسارع الكوني. ونظراً لأن تلسكوب جيمس ويب سينظر إلى الوراء بتجميعه الضوء من النجوم والمجرات البعيدة. يمكن لعلماء الفلك استكشاف تاريخ توسع الكون من خلال التركيز على الأشياء البعيدة. هذا التاريخ كامن في العلاقة بين مسافات المجرات وسرعات ابتعادها عن بعضها البعض. إذا كانت نتائج التمدد في تلك الحقبة الزمنية تباطء، فإن سرعة المجرة البعيدة ستكون أكبر نسبياً من السرعة التي يتوقعها قانون هابل. وعندها نقول بأن التصورات النظرية للانفجار العظيم كانت على حق. لكن إذا كان التمدد يتسارع منذ البداية، فإن سرعة المجرة البعيدة ستنخفض إلى أقل من القيمة التي يتوقعها قانون هابل. وعندها نقول بأن الرصد الفلكي أتى مخالف للمتوقع، ويدعم افتراض بداية الكون نتيجة تسرب للطاقة المظلمة.
المصادر:
[1] ثقافاتي – نظرية الكون الداخلي لتفسير الطاقة المظلمة. هل تحل مشاكل نظرية الإنفجار العظيم؟
[2] إم آي تي تيكنولوجي ريفيو العربية – هل سيوفر تلسكوب جيمس ويب إثباتاً لنظرية اقترحها باحثوب عرب؟
[3] James Webb Space Telescope could shed light on dark matter and dark energy – HeadTopics.com