من بين الأنواع المختلفة للتكنولوجيا الحديثة التي نواكبها اليوم هي الواقع الافتراضي VR, فما هي هذه التقنية؟ ما هي استخداماتها, وما هو مستقبلها؟
المحتويات:
3. الاستخدامات والتطبيقات العملية.
1. ما هو الواقع الافتراضي؟
الواقع الافتراضي Virtual Reality (VR) هو المصطلح الذي يُستخدم للإشارة إلى التكنولوجيا التي تتيح التفاعل مع العوالم الرقمية الافتراضية. ومع هذه التقنية, يقوم المطورون ومنشئي الأجهزة ببناء تجارب في العالم الحقيقي عن طريق الغوص في عالم آخر افتراضي.[1]
يوجد هناك الكثير من الأجهزة التي يتم استخدامها بشكل ناجح في عالم الواقع الافتراضي. على العكس من الواقع المعزز Augmented Reality (AR) الذي يمكن الوصول إليه من خلال الهواتف الذكية. يعتمد VR على استخدام سماعات الرأس وأجهزة التحكم عن بعد لتمكين التفاعل مع العالم الافتراضي.[1]
فكلما كانت أجهزة الاستشعار وسماعات الرأس والأجهزة الأخرى المستخدمة في دخول عوالم VR أفضل كفاءةً, كلما أصبحت أكثر واقعية وغامرة أكثر. فقد تطورت سماعة الرأس VR بشكل كبير على مر السنين، من أداة عالية الكفاءة تتطلب اتصالاً ثابتاً مع نظام الحاسوب، إلى أدوات مستقلة مصممة لتقديم تجارب أكثر سهولة.
ومع ذلك, فلا يزال هناك مجال للنمو في مجال الواقع الافتراضي. حيث يقوم العديد من المصنّعين بتجربة كل ما هو ممكن في صناعة شاشات عالية الدقة وأجهزة استشعار أفضل وأجهزة حاسوبية تعمل بالذكاء الاصطناعي.
تسمح حلول الواقع الافتراضي للمستخدمين بالدخول إلى عالم غامر مبني باستخدام برامج الحاسوب. عندما يدير المستخدم رأسه أو يقوم بتحريك يديه أو تتفاعل مع شيء ما داخل عالم VR, كما يمكن للنظام الخاص بالمستخدم اكتشاف تلك الحركات. كما يتطلب VR الناجح الموازنة الدقيقة لتجارب البرامج والتطبيقات الجذابة التي تتوافق مع سماعات رأس مريحة وأجهزة قوية.[1]
2. تاريخ الواقع الافتراضي.
قد يكون من الصعب الجزم من أين بدأت تصدر الأفكار الأولى حول تقنية الواقع الافتراضي. لكن مع ذلك, بالنسبة لمعظم الأشخاص, بدأ الانبعاث الأخير لهذه التكنولوجيا بأقدم النماذج الأولية لـ Oculus Rift التي ظهرت خلال معرض E3 التجاري في عام 2012.[3]
على الرغم من مرور أكثر من قرن من التأمل والتجربة, لم يكن الأمر سهلاً حتى ظهرت الموجة الأولى من سماعات الرأس VR على شكل HTC Vive و Oculus Rift, والتي تكون متصلة بأجهزة حاسوب عالية الطاقة.
حتى أن منشئي وحدات التحكم في الألعاب مثل فريق PlayStation, قاموا أيضاً بتقديم سماعات رأس VR الخاصة بهم. لكن بالنسبة للكثيرين, تركت الأدوات الأولية التي تم تقديمها للواقع الافتراضي الكثير من الأمور المرغوب فيها, لكنها أطلقت أيضاً موجة جديدة من الابتكار في هذا المجال.[3]
في عام 2018, بدأت أول (سماعات رأس قائمة بذاتها) بالتدفق إلى الأسواق. وبحلول عام 2021, انتقل الواقع الافتراضي بنجاح من كونه لا يتعدى مفهوماً مستقبلياً إلى تقنية سائدة منتشرة حول العالم. حيث أصبحت الأدوات والأجهزة اليوم أكثر إثارة للإعجاب من أي وقت مضى.[2]
ومع وجود سماعات رأس VR المريحة والتي تتميز بخفة الوزن واحتوائها على تطبيقات مذهلة مصممة لاستكشاف العوالم الافتراضية. أصبحت فعاليّة الواقع الافتراضي تبدو أكثر وضوحاً. كما أصبح هناك عدد كبير من الشركات العملاقة التي تستثمر عدد لا نهائي من الأجهزة والأنظمة المتطورة.[3]
إقرأ أيضاً… ما هو الفرق بين AR و VR و MR؟
3. الاستخدامات والتطبيقات العملية.
ما زلنا نكتشف كيفية إنشاء تجارب واقع افتراضي مذهلة بشكل كبير. فنحن نعلم أن سماعات الرأس الخاصة بالواقع الافتراضي وأجهزة التحكم ضرورية, لكن الابتكار في المناظر الطبيعية ساعد أيضاً على تمهيد الطريق لاستخدام معدات أخرى مثل مستشعرات الذكاء الاصطناعي والصوت المكاني والرؤية الحاسوبية.
يتطلب الواقع الافتراضي أكثر بكثير من مجرد ارتداء سماعة رأس VR واستخدامها للتجول في بيئة يتم إنشاؤها بواسطة الحاسوب. بل يعني الانغماس الحقيقي في هذا العالم السماح للأشخاص بوضع أنفسهم في بيئة تحيطهم فيها الأصوات والمعالم الافتراضية ويتأثرون بها.[2]
بل أن التكنولوجيا الافتراضية تحتاج أيضاً إلى مراعاة علم وظائف الأعضاء والإحساس لدى الإنسان. فعلى سبيل المثال, في العالم الحقيق لا تكون الحقول التي يراها للإنسان بعينيه مثل إطار الفيديو. فالإنسان لديه حوالي 180 درجة من الرؤية باستخدام عينيه, وهذا هو سبب الأبحاث المستمرة والتطورات في (مجال الرؤية) في هذا العالم بشكل مستمر.[2]
لذا في حال نجاح واحد من تطبيقات الواقع الافتراضي في تصحيح البرامج والأجهزة والجوانب الحسية, فهو سيتمكن من إنشاء تجربة غامرة للمستخدمين. ومع المستوى المناسب من الانغماس, يمكن أن تدعم هذه التقنيات مجموعة واسعة من حالات الاستخدام والتطبيقات العملية.[2]
استخدامات وتطبيقات الواقع الافتراضي VR.
- التدريب والتعليم: يمكن للمتعلمين الدخول إلى بيئات افتراضية يمكنهم فيها اختبار مهاراتهم ومعرفتهم دون أي مخاطر. يعتبر هذا الأمر مهماً للغاية في مواقف التدريب الخطرة مثل التدريبات العسكرية والمجالات الهندسية الخطرة.
- تحسين تجربة العملاء: يمكن من خلال هذه التقنية تقديم تجارب مذهلة للعملاء. مما يسمح للشركات بإنشاء متاجر افتراضية أو تقديم عروض توضيحية للمنتجات بشكل افتراضي. كما يمكن أن يساعد في تفاعلات خدمة العملاء ويوضح للعملاء كيفية استخدام جهاز أو أداة ما.
- الترفيه: بدأت العديد من الابتكارات الأولية في قطاع الترفيه وألعاب الفيديو. حيث أنه يوجد عدد كبير من الشركات التي تقوم بإجراء تجارب على تطبيقات الترفيه باستخدام VR في أشياء مثل الألعاب والأفلام والغامرات.
- التعاون والعمل الجماعي: يتمتع VR بإمكانيات ممتازة للتعاون والعمل الجماعي. حيث يمكن للأشخاص والشركات مشاركة مساحة افتراضية والعمل معاً في المشاريع دون الحاجة إلى المقابلة وجهاً لوجه.
- السياحة والسفر: بدأت العديد من شركات السفر حول العالم في الاستثمار في هذا المجال كوسيلة تساعد العملاء على محاولة زيارة الوجهة التي يرغبون بها قبل حجز الرحلة والذهاب إليها. على الرغم من أن الرحلات السياحية الافتراضية قد لا تحل محل السفر الحقيقي, إلا أنها تفتح الباب أمام طريقة ممتعة لرؤية العالم.
- الإبداع: يمكن للمبتكرين تجربة النماذج الرقمية للمنتجات والجمع بين المواد واستكشاف الأفكار. يمكن فعل كل هذه الأمور دون الحاجة للقلق بشأن النفقات أو الهدر المالي. حيث أنه من السهل إنشاء نماذج أولية ومنتجات جديدة باستخدامه.
إقرأ أيضاً… ما هو الميتافيرس Metaverse؟ كيف يعمل وما هي تطبيقاته؟
4. مستقبل الواقع الافتراضي.
تتحرك هذه التقنية بوتيرة سريعة جداً للتحوّل والنمو. ومع تسارع التحول الرقمي, يحقق الأشخاص المبدعون في هذا المجال أموراً جديدة مذهلة بشكل كبير.
في فضاء برمجيات الواقع الافتراضي, ساعد VR المعزز بالذكاء الاصطناعي على تمهيد الطريق لجيل جديد من التجارب. حيث إن إدخال خوارزميات الذكاء الاصطناعي AI في تطبيقات VR يجعل من السهل على الأجهزة فهم التفاعلات التي يريد الأشخاص إجراءها مع مساحاتهم الافتراضية في العوالم الخاصة بهم, مما يسمح بحصول المستخدم على تجارب أكثر واقعية.[3]
على سبيل المثال, يمكن تطوير قدرة العديد من الأمور مثل تتبع العين واليد والحركة لضمان تفاعل الأشخاص مع العناصر الموجودة في مساحة VR في الوقت الفعلي Real Time. كما يمكن أن تساعد نفس التقنية في تحسين المساحات المادية مثل المباني والحدائق وجعلها أكثر واقعية للأشخاص الذين يستخدمونه.[3]
أما في مجال أجهزة الواقع الافتراضي, يوجد العديد من الشركات التي تختبر تقنيات عرض أكثر خفة من ناحية الوزن. كما أنها ستكون مصممة للتخلص من العديد من التأثيرات السلبية وتوفير نطاق رؤية أكثر إنسانية وواقعية.
حيث تقوم الشركات المبتكرة بشكل مستمر ببناء المزيد من التكنولوجيا التكميلية للعمل جنباً إلى جنب مع التقنية. مثل المعالجات الحاسوبية الفائقة وتصميمات سماعات الرأس المريحة للارتداء وحتى تقنية التغذية الراجعة اللمسية لزيادة انغماس المستخدم في محيطه الافتراضي.[3]
كما يقوم الروّاد في عالم التكنولوجيا حالياً بتجربة شاشات بدقة 8K وتصميمات سماعات رأس جديدة من شأنها أن تساهم في نقل أجهزة الواقع الافتراضي إلى عالم النظارات الذكية. ومع ظهور خوارزميات حاسوبية أكثر ذكاءً واتصالات أكثر ذكاءً من الجيل الخامس والجيل السادس وبيئات تطوير أفضل لبناء التطبيقات, أصبح من السهل رؤية المستقبل الذي نسير نحوه.
المصادر:
[1] What is virtual reality – UToronto.com