لكل شيء بداية, ولكوننا الواسع الذي نعيش فيه أيضاً بداية, ومن النظريات التي تساعد على تفسير كيفية بدء تشكل الكون وتوسعه هي نظرية الإنفجار العظيم, فما هي نظرية الإنفجار العظيم؟ وكيف تفسر بداية الكون؟
المحتويات:
1. ما هي نظرية الإنفجار العظيم؟
1. ما هي نظرية الإنفجار العظيم؟
نظرية الإنفجار العظيم (The Big Bang Theory) هي نظرية تساعد على تفسير كيفية بدء الكون. وهي بكل بساطة تقول أن الكون الذي نعرفه بدأ بتفرد شديد الحرارة وكثافة لانهائية.
بعد ذلك بدأ الكون بالتضخم بسرعة عالية لا يمكن تصورها, تباطئت سرعة توسع الكون إلى سرعة يمكن قياسها. وعلى مدى ما يقارب 13.8 مليار سنة, تشكل الكون الذي نعرفه اليوم.
ونظراً إلى أن المعدات الحالية التي يمتلكها العلماء لا تمكنهم من معرفة تفاصيل ولادة الكون. لذا فإن الكثير من الأمور التي نعرفها عن تشكل الكون قادمة من المحاكاة والنماذج الرياضية. لكن مع ذلك, يمكن للعلماء رؤية صدى التوسع من خلال ظاهرة تعرف بإسم الخلفية الكونية الميكروية (Cosmic Microwave Background).
2. كيف بدأت ولادة الكون؟
قبل ما يقارب 13.8 مليار سنة, كان كل شيء موجود هو “تفرّد” صغير للغاية, وهو نقطة كثافة لانهائية وحرارة لانهائية. بعدها بدأ الإنفجار المتمدد وانتفخ الكون إلى الخارج بشكل أسرع من سرعة الضوء.
هذه الفترة من التضخم الكوني استمرت فقط أجزاء من الثانية, وعندما وصل التضخم الكوني إلى نهاية مفاجئة, بدأ فيضان من المادة والإشعاع بالتدفق. وهو يعرف بإسم إعادة التسخين.
مرحلة إعادة التسخين هي المرحلة التي ساهمت بملء كوننا بالإشياء التي نعرفها اليوم, الذرات والجسيمات والأجرام السماوية والنجوم والمجرات. حدثت جميع هذه الأمور خلال الثانية الأولى بعد بدء الكون, حيث كانت درجة الحرارة تقارب 5 مليار درجة مئوية.
كان الكون في البداية يحتوي على مجموعة واسعة من الجسيمات الأساسية مثل النيوترونات والبروتونات والإلكترونات, وهي المكونات الأساسية للمواد التي نعرفها اليوم.
وكان من المستحيل رؤية هذه المكونات الأولية لأن الضوء كان يتشتت بسبب الإلكترونات الحرة, بعدها بدأت الإلكترونات الحرة تلتقي بالنوى لتكوين ذرات متعادلة. سمح هذا الأمر للضوء بالتألق خلال ما يقارب 380 ألف سنة بعد الإنفجار العظيم.
يسمى هذا الأمر أحياناً بالشفق اللاحق للإنفجار العظيم (Afterglow), ويعرف هذا الضوء بشكل أفضل بإسم الخلفية الكونية الميكروية.
إقرأ أيضاً… ما هي دورة حياة النجوم؟ سبعة مراحل يمر بها النجم منذ الولادة حتى الموت.
3. كم يبلغ عمر الكون؟
تقوم مركبة الفضاء “بلانك” التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية بدراسة خلفية الكون الميكروية, أي الإشعاع المتبقي من الإنفجار العظيم.
تمت ملاحظة الخلفية الكونية الميكروية في العديد من البعثات أيضاً, ومن أشهرها القمر الصناعي المستكشف للخلفية الكونية التابع لناسا. والذي قام برسم خريطة للسماء في التسعينيات.
أما بالنسبة للملاحظات التي رصدتها مركبة بلانك في عام 2013, تبين أن عمر الكون يقارب 13.82 مليار سنة. ولا زالت مهمة الرصد البحثي قائمة للحصول على المزيد من التفاصيل.
إقرأ أيضاً… ما هو الثقب الأسود؟ وكيف يتشكل؟
4. هل لا يزال الكون يتوسع؟
الكون لا يتوسع فحسب, بل يتمدد بشكل أسرع. يعني هذا الأمر أنه بمرور الوقت لن يتمكن أحد في المستقبل من اكتشاف المجرات الأخرى عن طريق مراقبتها بالتلسكوبات من الأرض أو أي نقطة مراقبة أخرى داخل مجرتنا.
سنتمكن من رؤية المجرات تبتعد عنا لأن الكون في حالة توسع. لكن سرعة ابتعاد هذه المجرات ستزداد بمرور الوقت. لذا وفي لحظة من في المتسقبل, ستصل سرعة ابتعاد المجرات البعيدة عنا إلى سرعة الضوء.
يعني هذا الأمر أننا لن نتمكن من رؤية تلك المجرات بسبب سرعة حركتها, ولن يكون الضوء قادراً على سد الفجوة ما بين تلك المجرات وبيننا.
وفي حال وجود أي كائنات فضائية في تلك المجرات البعيدة, فلن تمتلك القدرة على التواصل معنا أو إرسال أي إشارات إلينا. فبمجرد أن تتحرك مجراتهم بسرعة أعلى من سرعة الضوء, لن تصلنا أي إِشارة منهم.
المصادر: