يتم توفير البيانات في الوقت الحقيقي للاستخدام بمجرد الحصول عليها، لكن من هي بيانات الوقت الحقيقي؟ ما هي أهميتها وفوائدها؟
المحتويات:
1. ما هي البيانات في الوقت الحقيقي؟
2. كيف تعمل البيانات في الوقت الحقيقي؟
3. أهمية البيانات في الوقت الحقيقي.
4. ما هي التحديات التي نواجهها؟
1. ما هي البيانات في الوقت الحقيقي؟
يُلاحظ استخدام البيانات في الوقت الحقيقي Real-Time Data بشكل خاص في التقنيات الحديثة التي تعمل على تقديم البيانات الدقيقة للتطبيقات الملائمة التي تُستخدم على الأجهزة الشخصية أو تلك المتعلقة بالعمل.
تعمل البيانات في الوقت الحقيقي أو “البيانات في الوقت الفعلي” على المبدأ الأساسي المتمثل في عدم تخزينها أو الاحتفاظ بها في مستودعات. بدلاً من ذلك، فهي تنتقل مباشرةً إلى المستخدم النهائي.
هذا التسليم لا يعني أن البيانات تصل إلى المستخدم على الفور. فقد يكون هناك العديد من العوائق أمام سرعة وصولها، مثل ضَعف البنية التحتية للبيانات أو الاختلاف في عرض النطاق الترددي Bandwidth بين جهاز الاستقبال والمرسل.
ما تعنيه البيانات في الوقت الحقيقي بشكل أساسي هو أن البيانات لا يتم الاحتفاظ بها عند جمعها. هناك العديد من الاستخدامات لبيانات الوقت الحقيقي. على سبيل المثال، لمساعدة سائقي سيارات الأجرة على فهم كثافة حركة المرور.
كما يساعد التسليم الفوري للبيانات في مجموعة واسعة من المشاريع التحليلية وأنشطة الأعمال الأخرى التي تتطلب وصولاً سريعاً وسهلاً إلى البيانات. مثل بيانات أسواق البورصة التي يتم اتخاذ قرارات البيع والشراء بناء عليها.
2. كيف تعمل البيانات في الوقت الحقيقي؟
تقوم البيانات في الوقت الفعلي بتسهيل تحليلات البيانات المستمرة بسرعة فائقة. هناك مدة قصيرة من بداية ارسال البيانات وحتى وصولها إلى نقطة النهاية. ومع ذلك، فإنها تمر بأربع خطوات رئيسية:
أولاً: التقاط البيانات المتدفقة.
يتم التقاط بيانات البث المباشر باستخدام الكاشطات Scrapers (عملية آلية لجمع بيانات الويب)، والمجمعات Collectors (التطبيق الذي يجمع البيانات الوصفية التي تم تحليلها)، والوكلاء Agents (يُستخدمون لجمع كميات هائلة من البيانات)، والمستمعين Listeners (البرامج التي يتم إخطارها بالبيانات الجديدة قبل وصولها للهدف)، ويتم تخزينها في قاعدة بيانات NoSQL (تخزن البيانات بطريقة غير مجدولة).
ثانياً: سلسلة معالجة البيانات.
تتم معالجة البيانات المتدفقة بعد ذلك بعدة طرق، ولكنها تتضمن في النهاية التقسيم والدمج وإجراء العمليات الحسابية وجعلها متصلة بمصادر البيانات الخارجية. يجب أن يساعد نظام قاعدة البيانات الجيد في هذه الخطوة.
عادة بعد هذه المرحلة، تكون البيانات جاهزة لمكون تجهيز البيانات. ومع ذلك، توجد الآن تقنيات جديدة تسمح لنا بتجهيز البيانات في الوقت الحقيقي دون الحاجة إلى الانتقال إلى قاعدة البيانات أولاً.
ثالثاً: تجهيز البيانات المعالجة.
يتم تخزين البيانات المُعالجة في تنسيقات منظمة محددة، غالباً ما تكون مثل JSON أو XML في قاعدة بيانات NoSQL. من قاعدة البيانات هذه يتم قراءة المعلومات بواسطة مكون التجهيز. سيكون لدى أنظمة ذكاء الأعمال الداخلية (BI) مكتبة رسوم بيانية تمكن مكون التجهيز. يقرأ مكون التجهيز البيانات من ملف البيانات المنظمة وينشئ مخططات أو مقاييس أو أشكال أخرى من أنظمة العرض التي تتصل بالواجهة.
رابعاً: من التجهيز إلى لوحة معلومات الوقت الفعلي.
يتم تحديث البيانات باستمرار في ملف JSON أو XML، ويسمى تكرار ذلك بالفاصل الزمني للتحديث. يُعرف التردد الذي يتم عنده سحب البيانات المعالجة بواسطة العميل المستلم باسم الفاصل الزمني للتحديث.
إذا كان تطبيق تداول الأسهم، على سبيل المثال، يستخدم البيانات والتصورات، فيمكنه تشغيل بعض القواعد المحددة مسبقاً بناءً على ما تظهره بيانات التدفق. تتم هذه العملية بأكملها في غضون أجزاء من الثانية وقد تم تمكينها من خلال التطورات في تكنولوجيا قواعد البيانات، وتحديداً قواعد بيانات NoSQL.
3. أهمية البيانات في الوقت الحقيقي.
يمكن أن تحدث البيانات في الوقت الفعلي فروقات كبيرة في مجموعة واسعة من الشركات وكيفية تنفيذ عملياتها. يؤدي استخدام البيانات في الوقت الفعلي إلى تغيير جذري في كيفية اتخاذ أي شركة للقرارات والتكيف مع التغييرات في بياناتها.
وتنبع أهمية البيانات في الوقت الحقيقي من قدرتها على:
- تحسين خدمة العملاء.
لا يرغب العميل الذي يتصل بخط المساعدة في الانتظار. بالإضافة إلى ذلك، لا يرغب في قضاء الوقت في تكرار معلومات العملاء من المكالمة السابقة أو عندما يتم تمريرها عبر الأقسام.
يمكن أن تساعد لوحات معلومات البيانات في الوقت الفعلي في تحديد مسؤول تنفيذي في خدمة العملاء بحيث يكون متفرغاً عن العمل لتلقي المكالمة، مما يقلل من أوقات الانتظار. كما يمكن للوحة القيادة بعد ذلك عرض جميع معلومات العملاء ذات الصلة، مما يسمح للمدير التنفيذي بالوصول إلى النقطة بشكل أسرع والمساعدة في معالجة المشكلة. يمكن للنظام أيضاً، في الوقت الفعلي، معرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى مساعدة المشرف.
- تقديم لمحات عامة للمدراء.
غالباً ما يتم استدعاء المدراء لتحسين كفاءة النظام. تمنحهم لوحة المعلومات التي تحتوي على بيانات في الوقت الفعلي نظرة عامة على نظام التشغيل بالكامل، بما في ذلك الاختناقات والتأخيرات في أوقات الانتظار وتتبع الحجم. يمكن تقييم كل هذه العناصر واستخدامها لتعزيز فعالية نظام العمل والارتقاء به إلى معايير أعلى.
إقرأ أيضاً… ما هي البيانات النوعية والكمية؟ مع أمثلة على كل منهما.
- تحسين الكفاءة التشغيلية.
يجب أن تحدث الكفاءة التشغيلية على مستويات متعددة: المخزون والإرسال وسلسلة التوريد والتسليم والاستلام. يمكن أن يسبب خلل واحد على أي مستوى اضطراباً كبيراً. تتعقب البيانات في الوقت الفعلي كل مستوى وتضمن إبلاغ السلطات الصحيحة عند حدوث خطأ ما. مثل هذا التدفق المتسق للمعلومات يمنع تباطؤ الإنتاج، ويساعد في التعامل مع التأخير في وصول المواد، ويمنع إعادة التوريد غير الضروري للمواد وغير ذلك الكثير.
- تحفيز الموظفين.
بفضل هذه البيانات التي تعزز أساليب الموظفين، يستطيع الموظفين إجراء التغييرات اللازمة بطريقة أبسط وأسرع بكثير. كما أنه يساعد على تحسين كفائتهم ورؤية النتائج على الفور. عدا عن ذلك، يمكن أن تكون لوحات المعلومات في الوقت الفعلي تفاعلية، مما يجعل تفاعل الموظفين معها أمراً ممتعاً، وربما إعداد بعض المنافسة الودية.
- تحسين أداء الموظفين.
في كل مؤسسة، هناك موظفون ذوو أداء عالٍ وهناك من لديهم القدرة على التحسين. غالباً ما يحتاج الأشخاص ذوو الإمكانات إلى القليل من المساعدة من أجل الوصول إلى نتائج ممتازة. تساعد البيانات في الوقت الفعلي المديرين على تحديد أفضل الموظفين أداء وأولئك الذين قد يحتاجون إلى بعض المساعدة. يمكن التعرف على أصحاب الأداء العالي لمكافئتهم، ويمكن تزويد أولئك الذين يحتاجون إلى بعض المساعدة بالتدريب والموارد التي يحتاجون إليها.
إقرأ أيضاً… ما هو تحليل البيانات؟ وما هي أفضل تقنيات تحليل البيانات؟
فوائد تحليل البيانات الضخمة في الوقت الحقيقي.
هناك العديد من الفوائد للمؤسسة التي تعالج البيانات الضخمة Big Data في الوقت الحقيقي، بما في ذلك:
- نظرة ثاقبة للأخطاء: يمكن أن تساعد معرفة الخطأ في الوقت الفعلي المؤسسة في التعامل معه على الفور، وبالتالي تقليل تأثير الخطأ على سير الأعمال. يمكن حل أي مشكلة تشغيلية إذا تم إبرازها على الفور، وهذا الأمر يمكن أن يمنع العمليات من التباطؤ.
- تحديثات في الوقت الفعلي على إستراتيجيات المنافسين: إن معرفة ما يقوم به منافسك بمجرد أن ينفذه يعتبر تكتيكاً جديداً يمكن أن يمنحك الوقت لإعادة التخطيط وربما يساعدك على البقاء متقدماً على منافسيك.
- تحسين كبير في الخدمة: تمنح هذه التحليلات الشركة فرصة للتطور بسرعة وتؤدي إلى معدل تحويل وإيرادات أعلى بكثير. على سبيل المثال، بالنسبة للسيارات المتصلة بالإنترنت، يمكن إخطار مالك السيارة إذا تبين أن أحد مكونات السيارة لا يعمل على النحو الأمثل ويمكن إصلاحه قبل أن يتسبب في أضرار أكبر.
- الاكتشاف الفوري للجرائم الإلكترونية: مع وجود إجراءات أمان مُمكَّنة للبيانات في الوقت الفعلي، ستعرف على الفور وقوع هجوم إلكتروني محتمل وستكون قادراً على اتخاذ تدابير لاحتوائه. هذا يمكّن قسم تكنولوجيا المعلومات في مؤسستك من حماية أمن المعلومات بشكل أفضل.
- توفير التكلفة: قد تكون التكلفة الأولية لهذه التحليلات مرتفعة، ولكن العائد على الاستثمار سريع، مما يوفر للمؤسسة قدراً كبيراً من المال. كما أنه يخفف العبء على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في الشركة، مما يسمح باستجابات أسرع وأكثر استهدافاً عندما وحيثما تكون هناك حاجة إليها.
- رؤى مبيعات أفضل: باستخدام التحليلات في الوقت الفعلي، لديك رؤى أفضل للمبيعات، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة الإيرادات. باستخدامها، ستتمكن الشركات من تقييم المبيعات في الوقت الفعلي، وستتمكن مواقع التجارة الإلكترونية من معرفة كيف ستساعد أسعار المنتج وأنماط شراء العملاء على توقع احتياجات السوق.
إقرأ أيضاً… أفضل 7 طرق فعّالة في تحليل البيانات.
4. ما هي التحديات التي نواجهها؟
هناك عدد من التحديات في أثناء العمل على البيانات في الوقت الحقيقي في مجال الأعمال. ومن هذه التحديات:
- الحاجة إلى قوة الحوسبة المتخصصة.
الأنظمة القديمة لا تصلح بشكل كاف لتحليلات البيانات في الوقت الحقيقي. مما يعني أنه سيتعين على الشركة شراء أدوات أحدث لإنجاز المهمة. لكن النتائج والفوائد كما تمت مناقشتها أعلاه تفوق بكثير التكاليف المرتبطة بإدخال التقنيات الجديدة.
هذه التحديثات ضرورية، لأن الشركات التي تفشل في التطور ستتخلف عن الركب وستكون غير قادرة على مواكبة المنافسين الذين يستخدمونها لتحقيق تأثير كبير.
- التغيير في العمل التنظيمي.
يستلزم استخدام البيانات في الوقت الفعلي أن تعمل المنظمة بطريقة مختلفة عما قد تكون معتادة عليه. تعمل معظم المنظمات في اجتماعات المراجعة الأسبوعية لتكون قادرة على التعامل مع أي قضايا. باستخدام البيانات في الوقت الفعلي، يتم النظر إلى المعلومات الواردة كل بضع دقائق، إن لم يكن ثوانٍ.
هذا يتطلب نهجا متخصصاً لعمليات العمل. ما كان يوماً تغييراً أسبوعياً في النهج قد يصبح الآن يومياً، مما يؤثر على ثقافة الشركة. إن جعل معلومات مؤسستك تتمحور حول هي الخطوة الأولى إلى الأمام في تمكين بيئة صنع القرار هذه في الوقت الفعلي والمبنية على البيانات.
يمكن أن تغير البيانات في الوقت الفعلي طريقة عمل الشركات بشكل كبير. يجب أن يكون نهج تنفيذها منهجياً. يمكن أن تكون الفوائد غير عادية.