إذا كنت من متابعي علوم الفلك والفضاء, فربما سمعت من قبل بمصطلح “الطاقة المظلمة”, فما هي الطاقة المظلمة؟ وهل تعتبر شكلاً من أشكال الطاقة التي نعرفها؟
المحتويات:
1. ما هي الطاقة المظلمة؟
وفق نظرية الإنفجار العظيم, نشأ الكون من نقطة متناهية في الصغر, وبعد انفجار هذه النقطة بدأ تشكل الأجرام السماوية والمجرات. كما تنص النظرية على أن الكون في حالة تمدد دائم, وسرعة هذا التمدد تزداد مع مرور الزمن. لكن ما الذي يسبب هذا التسارع؟
الطاقة المظلمة هو إسم يطلق على القوة الغامضة التي تتسبب في تسارع معدل تمدد الكون بمرور الزمن بدلاً من تباطؤه.
قد يبدو هذا الأمر مخالفاً لما قد نتوقعة من كون كانت بدايته في الإنفجار العظيم. فالبنسبة للعلماء في القرن العشرين, الكون يتمدد ويتوسع.
لقد اعتقدوا أن التوسع قد يستمر إلى الأبد. أو في النهاية, إذا كان للكون كتلة كافية وجاذبية ذاتية كافية, سينعكس الأمر ويتسبب في حدوث أزمة كبيرة.
لكن الآن, تطورت هذه الفكرة وأصبح العلماء ينظرون للكون على أنه يتمدد بشكل أسرع مما كان عليه في السابق. لكن ما الذي قد يتسبب في زيادة معدل توسع الكون؟ يتحدث العلماء الآن عن قوة غامضة تتسبب بحدوث هذا الأمر.
إقرأ أيضاً… نظرية الكون الداخلي لتفسير الطاقة المظلمة. هل تحل مشاكل نظرية الإنفجار العظيم؟
2. توسّع الكون.
حتى أواخر التسعينيات, اعتقد معظم علماء الفلك أن الكون ليس لديه كتلة كافية لإحداث أزمة كبير, حيث أن البيانات كانت تؤكد أن الكون سوف يتوسع إلى الأبد. وإن كان ذلك يتباطأ باستمرار.
حيث ظهر أول مؤشر ثوري عام 1998 خلال مسح النجوم المستعرة العظمى, وكانت الإنفجارات الهائلة للنجوم العملاقة المحتضرة مفيدة بشكل كبير للعملاء لأنها تنتج دائماً نفس المقدار من الضوء.
وبالتالي يمكن استخدامها كمرجع قياسي لحساب المسافات في الكون. ومن خلال معرفة مدى سطوع النجوم, يمكن حساب المسافة فيما بينها. ومن خلال دراسة النتائج وتحليلها, تبين أن الكون قد توسع بشكل أسرع بكثير مما كان ينبغي أن يحدث.
يفترض علماء الفلك أن معدل التوسع الأسرع يرجع إلى قوة غامضة ومظلمة (الطاقة المظلمة). وبحلول مطلع الألفية, أصبح من الواضح أن توسع الكون لم يتباطأ. بل أنه يتسارع.
والأمر الأكثر غرابة, أنه من المفترض أن التوسع يبطل التسارع. لكن تبين أن هذه القوة المظلمة المضادة للجاذبية تتغلب على قوة جاذبية الكن وتسبب تسارع تمدد الكون.
إقرأ أيضاً… ما هي دورة حياة النجوم؟ سبعة مراحل يمر بها النجم منذ الولادة حتى الموت.
3. خصائص الطاقة المظلمة.
أطلق العلماء على القوة المسؤولة عن تسارع الكون مصطلح الطاقة المظلمة. وفي هذه الحالة, لا تعني كلمة مظلمة أنها سواء أو تحتوي على الظلام. بل هي كلمة تستخدم للدلالة على أن هذه الطاقة غير معروفة, كما يبدو أيضاً أن خصائصها الغريبة تتطابق مع الثابت الكوني لآينشتاين.
تتصرف هذه الطاقةمثل قوة آينشتاين المضادة للجاذبية, لكن طبيعتها وأصلها لا يزالان مجهولين. وأحد أعظم الألغاز المرتبطة بها هو لماذا بدأت هذه الطاقةبالسيطرة على معدل تمدد الكون في نقطة زمنية بعد مليارات السنين من الإنفجار العظيم.
وإذا كانت موجودة الآن, فلماذا لم تكون موجودة منذ البداية؟ لذا لا تزال فيزياء الطاقة المظلمة تخمينية للغاية.
ومن الفرضيات التي اكتسبت شهرة واسعة في السنوات الأخيرة هي أنها تشبه القوة المعروفة بإسم Quintessence, ولكن حتى الآن لا يوجد دليل قائم لدعم هذه الفرضية.
كما أن علماء الكونيات لا يمتلكون أي فكرة عما إذا كانت الطاقة المظلمة ستستمر في تسريع توسع الكون إلى الأبد. حيث سيتغلب التسارع على القوى التي تمسك الكون معاً مسببة تمزق كل المادة الموجودة في الكون بما يعرف بالتمزق الكبير.
يوجد هنالك العديد من المهامات الفضائية الحالية والمستقبلية, بالإضافة إلى المسوحات الأرضية التي تحقق في طبيعة هذه الطاقة. ومن المتوقع أن نصل إلى فهم أكبر لهذه القوة الغامضة في الزمن القريب.