في عام 2006 وصلت مبيعات شركة نوكيا إلى 51 مليار يورو، حيث كانت نوكيا هي الشركة المسيطرة في عالم الأجهزة الخلوية, لكن لماذا انتهى حالها الى الفشل.
بعدها بدأت نوكيا بالسقوط بلا توقف إلى عالم النسيان، حيث بدأت تشهد خسارات متتالية ونكسات لا تنتهي حتى لم يعد يُذكر إسمها عند إجراء مقارنات بين عمالقة الأجهزة الخلوية.
ماذا حصل لنوكيا؟ وما هي الأسباب التي أدت إلى فشلها بعد أن سيطرت على أسواق الهواتف لأعوام طويلة؟
المحتويات:
1. مقاومة نوكيا لثورة الهواتف الذكية.
2. صفقة نوكيا ومايكروسوفت.
3. إستراتيجيات التسويق الغير ناجحة.
4. عدم مواكبة نوكيا للتكنولوجيا.
5. سوء تقديرها لقوتها.
1. مقاومة نوكيا لثورة الهواتف الذكية.
في ذلك الوقت، كان مصنّعوا الهواتف الذكية مشغولون بتطوير منتجاتهم وتحسينها. بينما كانت نوكيا ثابتة في مكانها وبقيت تستخدم نفس التكنولوجيا القديمة التي لم تعد تجذب المستخدمين إليها.
بعدها قامت شركة سامسونج بإطلاق أولى مجموعاتها من الهواتف التي تعمل بنظام تشغيل الأندرويد، حيث كانت كلفة هذه الهواتف معقولة وكان إستخدامها سلساً بالنسبة للناس.
لم تتقبل نوكيا فكرة الهواتف التي تعمل باللمس تحت مظلة نظام الأندرويد.
كان المُعتقد الراسخ لديهم بأن المستخدمين يفضّلون الهواتف التي تحتوي على لوحة مفاتيح. هذا المُعتقد الذي كان لديهم كان بداية السقوط, لكن لم تُفكر نوكيا أبداً بأستخدام نظام الأندرويد كنظام تشغيل لأجهزتها.
حتى بعد إثبات نظام الأندرويد نجاحه في السوق, بقيت نوكيا معتمدة على نظام التشغيل سيمبيان (Symbian Operating System) والذي كان نظاماً جامداً وبعيداً كل البعد عن السلاسة في الإستخدام.
حاولت نوكيا أن تطوّر نظام تشغيلها وتحسين أدائه, لكن هذا الأمر جاء متأخراً, لأن شركتي أبل وسامسونج كانتا قد قامتا ببناء قاعدة شعبية واسعة لمنتجاتهما, لذا لم يستطع نظام التشغيل سيمبيان من منافسة نظام الأندرويد أو نظام IOS.كان هذا السبب هو أحد أهم الأسباب وراء سقوط شركة نوكيا.
2. صفقة نوكيا ومايكروسوفت.
أحد أسباب فشل نوكيا الأخرى هو صفقتها الغير ناجحة مع مايكروسوفت, حيث باعت نوكيا حقوق إنتاج هواتفها لشركة مايكروسوفت بمبلغ 7.2 مليار دولار.
كانت هذه الصفقة محاولة للحفاظ على شعبية هواتف نوكيا وفي نفس الوقت لنشر نظام تشغيل الهواتف الذكية من مايكروسوفت, لكن هذه الصفقة جائت متأخرة.
في ذلك الوقت كانت أبل وسامسونج تقوم بتصنيع هواتف بتكنولوجيا متطورة, لكن لم تتمكن نوكيا من مواكبتها, فجائت محاولة اللحاق بالتكنولوجيا متأخرة في وقت كان الناس قد تقبلوا وجود سامسونج و أبل.
حيث أن هذه الصفقة كانت من أكبر الأخطاء التي قامت بها شركتي نوكيا ومايكروسوفت.
إقرأ أيضاً… إحصائيات غريبة عن الإنترنت في 2021 ربما تدخل في حالة صدمة بعد قراءتها.
3. إستراتيجيات التسويق الغير ناجحة.
عندما حاولت نوكيا التغيير من نفسها والقيام بتطوير منتجاتها, لم تتمكن من النجاح في تسويق نفسها بشكل جيد, حيث قامت بالإعتماد على أسلوب تسويق يسمى بـمظلة العلامة التجارية (umbrella branding).
هذه الإستراتيجية تعني أن تقوم بعرض جميع منتجاتك تحت إسم علامة تجارية واحدة, مثلاً منتجات شركة أبل تحمل كلها نفس علامة أبل التجارية, لا يوجد أي من منتجاتها تحت إسم تجاري آخر ).
كانت شركة أبل هو أول من أعتمد هذا الأسلوب لتسويق منتجاتها, حيث كانت ولسنوات طويلة تضيف العديد والعديد من المنتجات تحت مظلتها التسويقية.
قامت سامسونج بإتباع نفس الإستراتيجية أيضاً عندما أطلقت سلسلة هواتف جالاكسي. أما بالنسبة لنوكيا فقد فشلت في تطبيق هذه الإستراتيجية لتسويق منتجاتها.
بالإضافة إلى ذلك, عندما كانت نوكيا تُصدر جهازاً جديداً بمواصفات قوية وتكنولوجيا قوية. كانت تجد بأن الأسواق تحتوي على العديد من الهواتف الذكية الأخرى التي تتفوق على هاتفها الذي قامت بطرحه.
هذا الأمر تسبب بإستبعاد أجهزة نوكيا من قائمة خيارات المستخدمين.
إقرأ أيضاً…كيف وصلت كوداك إلى مرحلة إعلانها الإفلاس ؟
4. عدم مواكبة التكنولوجيا هو من أهم أسباب فشل شركة نوكيا.
لم تقم نوكيا بمواكبة التكنولوجيا الحديثة وقت ظهورها بل كانت تظهر تتأخر في تطبيق هذه التكنولوجيا على هواتفها.كانت نوكيا معروفة بصلابة تصنيع جهازها, لكنها لم تقم بمواكبة التطورات في أنظمة التشغيل والبرمجيات التي كانت تتطور بشكل سريع.
وعلى نفس الوتيرة في الأسباب السابقة, عندما حاولت نوكيا تطوير برمجياتها كانت قد وصلت بشكل متأخر عن منافسيها الذين قاموا بغزو الأسواق بأعداد ضخمة من موديلات الهواتف المميزة.
كمثال آخر, في الوقت الذي بدأت فيه شبكات 4G بالإنتشار, لم تكن هواتف نوكيا تدعم شبكات 3G أصلاً, يمكنك الآن أن تتخيل إلى أي درجة كانت نوكيا متأخرة !
يعتبر هذا السبب من أكبر أسباب فشل شركة نوكيا.
إقرأ أيضاً… ما هو إنترنت الأشياء Internet of Things (IoT)؟ كيف يعمل وما هي فوائده ؟
5. سوء تقديرها لقوتها.
كانت نوكيا تؤمن بقوة إسمها, حيث كانت واثقة بأنها مهما جائت متأخرة سيبقى المستخدمون يريدون شراء هواتف نوكيا. هنا كانت نوكيا معتمدة على أمجادها السابقة, لكنها غفلت عن أمر مهم.
ففي عالم التكنولوجيا, لن تكون الأمجاد القديمة والعلامات التجارية مفيدة بشكل كبير أذا لم تكن مواكباً للتطور.
لو قامت نوكيا مثلاً بإستخدام نظام الأندرويد, لربما رغبت الأسواق بشراء منتجاتها بناء على إسم علامتها التجارية المعروفة بمتانة تصنيعها. لكن نوكيا بقيت عالقة في عالم نظام تشغيل سيمبيان, والذي كان معروفاً بكثرة مشاكله.
ظنّت نوكيا بأن أمجادها القديمة ستساعد في خروجها من المأزق الذي كانت فيه, لكن الصحوة المتأخرة لم تكن بالنجاح الذي توقعته نوكيا.
هذه الأسباب مجتمعة كانت أهم الأمور التي ساهمت في إختفاء نوكيا عن ساحة الهواتف الذكية.
إقرأ أيضاً… من يملك الإنترنت؟ هل يراودك هذا السؤال؟ نحن سنجيبك عليه.
إقرأ أيضاً… إنهيار الإمبراطورية: (13) سبباً من أهم أسباب فشل شركة نوكيا !
المراجع:
[1] Medium.com
[2] Newyorker.com