كثيراً ما نسمع عن الأورام الحميدة, فما هي هذه الأورام؟ وهل تختلف عن الأورام السرطانية الخبيثة؟ سنقوم بتوضيح أعراض وأنواع وطرق علاج الأورام الحميدة.
المحتويات:
2. أسباب تكوّن الأورام الحميدة.
1. ما هي الأورام الحميدة؟
الأورام الحميدة هي عبارة عن أورام غير سرطانية تتكون داخل جسم الإنسان, وعلى العكس من الأورام السرطانية, فهي لا تنتشر إلى أجزاء الجسم الأخرى.
يمكن للأورام الحميدة أن تتكون في أي مكان داخل الجسم, ففي حال اكتشفت كتلة في جسمك ويمكنك الشعور بها من الخارج, فقد تظن أنها عبارة عن كتلة سرطانية. لكن قد تكون في الحقيقة هي عبارة عن ورم حميد.
تعتبر الأورام الحميدة شائعة بشكل كبير, وخصوصاً لدى النساء في منطقة الثدي, كما أن أورام العظام الحميدة أكثر انتشاراً من أورام العظام الخبيثة أو السرطانية.
2. أسباب تكوّن الأورام الحميدة.
على الأغلب, يكون السبب الدقيق لتشكل الورم الحميد غير معروف. لكن يتطور الورم عندما تنقسم الخلايا داخل الجسم وتنمو بمعدل مفرط.
فعادة ما يكون الجسم قادراً على موازنة نمو الخلايا وانقسامها, فعندما تموت الخلايا القديمة أو التالفة, يتم استبدالها تلقائياً بخلايا جديدة وصحية. لكن في حالة الأورام, تبقى الخلايا الميتة وتشكل نمواً يعرف بإسم الورم.
في الواقع, تنمو الأورام السرطانية الخبيثة بنفس هذه الطريقة, لكنها تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم على عكس الأورام الحميدة التي تبقى تتكاثر في مكانها فقط.
إقرأ أيضاً… ما هو الفرق بين الورم الحميد (الغير سرطاني) والورم الخبيث (السرطاني) ؟
3. أنواع الأورام الحميدة.
هنالك عدد لا بأس به من الأورام الحميدة التي يمكن أن تظهر في أجزاء مختلفة من الجسم. وتصنف الأورام الحميدة حسب أماكن نموها, فعلى سبيل المثال, تنمو الأورام الشحمية من الخلايا الدهنية, بينما تنمو الأورام العضلية من خلايا العضلات.
ويمكن تصنيف الأورام الحميدة إلى الأنواع التالية:
- الأورام الغديّة.
تتكون الأورام الغدية في الطبقة الرقيقة من الأنسجة التي تغطي الغدد والأعضاء الداخلية من الجسم. ومن الأمثلة على هذا النوع الأورام التي تتكون في القولون أو الزوائد في الكبد.
- الأورام الشحمية.
تنمو الأورام الشحمية من الخلايا الدهنية, وتعتبر أكثر الأنواع شيوعاً. وغالباً ما تظهر على الذراعين أو الرقبة أو الظهر, وعادة ما تكون ناعمة ومستديرة ويمكن تحريكها قليلاً من تحت الجلد.
- الأورام العضلية.
تتكون الأورام العضلية في العضلات أو جدران الأوعية الدموية, كما يمكنها أن تنمو في العضلات الملساء مثل النوع الموجود داخل الرحم أو المعدة.
- الأورام الليفية.
يمكن للأورام الليفية أن تنمو في الأنسجة الليفية الموجودة في أي عضو من أعضاء الجسم. وتكون أكثر شيوعاً في الرحم, حيث أنها تعرف بإسم الأورام الليفية الرحمية.
هل يمكن أن تتحول الأورام الحميدة إلى خبيثة أو سرطانية؟
في العديد من الحالات, تتم مراقبة الأورام الحميدة بعناية, حيث يمكن لبعض الأورام الحميدة أن تتحول إلى أورام سرطانية خبيثة مثل بعض أورام القولون.
كما يمكن لبعض الأورام الحميدة الداخلية التسبب ببعض المشاكل الصحية. فعلى سبيل المثال, يمكن للأورام الليفية الرحمية التسبب بألم في الحوض بالإضافة إلى نزيف غير طبيعي. كما قد يتسبب البعض الآخر في الضغط على الأوعية الدموية أو الإعصاب.
4. أعراض الأورام الحميدة.
لا تمتلك جميع الأورام, سواء كانت سرطانية أو حميدة, أعراض محددة, حيث يعتمد هذا الأمر بشكل كبير على موقع الورم.
ويمكن للأورام التأثير على العديد من الأعضاء أو الحواس الهامة, فعلى سبيل المثال, قد يتسبب الورم الحميد في الدماغ بحدوث الصداع ومشاكل في الرؤية وتشوش الذاكرة.
وفي حال وجود ورم قريب من الجلد أو في منطقة الأنسجة الرخوة مثل البطن, فقد يتم الشعور بوجود الكتلة الورمية عن طريق لمسها من فوق الجلد.
على كل حال, تشمل الأعراض المحتملة للأورام الحميدة على:
- الألم أو عدم الراحة.
- التعب والإرهاق.
- قشعريرة.
- حمى.
- فقدان الشهية.
- تعرق ليلي.
- فقدان الوزن غير المبرر.
قد يكون الورم الحميد كبير بشكل كاف لاكتشافه, وخصوصاً في حال وجوده في منطقة قريبة من الجلد, لكن عادة ما يكون حجمها صغيراً ولا تتسبب في الشعور بعدم الراحة أو الألم.
لذا في حال شعور بأمر غير طبيعي, أو شعرت بوجود كتلة تحت الجلد, يجب عليك مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
5. طرق التشخيص والعلاج.
يوجد هنالك العديد من التقنيات التي يستخدمها الأطباء لتشخيص الأورام الحميدة. لكن الأمر المهم هنا هو تحديد إذا ما كان الورم حميداً أم خبيثاً. ويمكن الكشف عن ذلك عن طريق الإختبارات الطبية فقط.
قد يبدأ الطبيب بإجراء فحص جسدي وجمع معلومات منك حول تاريخك المرضي والأعراض التي تعاني منها. يتم العثور على العديد من الأورام الحميدة وتحديد مكانها عن طريق اختبارات التصوير مثل:
- الأشعة المقطعية CT.
- التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.
- الماموغرام Mammogram.
- الموجات فوق الصوتية Ultrasound.
- الأشعة السينية X-Ray.
وقد يطلب الطبيب إجراء فحوصات للدم لتحقق من وجود علامات تدل على الإصابة بالسرطان. وفي بعض الحالات, قد يطلب الطبيب زراعة خزعة من الورم لتحديد إذا ما كان حميداً أم خبيثاً.
كيف يتم علاج الأورام الحميدة؟
لا تحتاج جميع الأورام الحمدية إلى العلاج, ففي حال كان الورم صغيراً ولا يسبب أي أعراض أو مشاكل, فقد يوصي الطبيب باتباع نهج المراقبة والإنتظار. ففي هذه الحالات, قد يكون العلاج أكثر خطورة من ترك الورم على ما هو. كما أن بعض الأورام لن تحتاج إلى أي علاج.
لكن إذا قرر الطبيب الحاجة لعلاج الورم, سيعتمد العلاج على مكان الورم. فقد تتم إزالته لأسباب تجميلية مثل إزالة الأورام الموجودة على الوجه أو الرقبة. كما يتم عادة استئصال الأورام التي تضغط على الأعضاء أو الأوعية الدموية أو الأعصاب.
وفي حال تقرر إزالة الورم, قد يتم ذلك عن طريق التنظير الداخلي, وذلك عن طريق فتح شق صغير وإدخال أداة تشبه الأنبوب لإزالة الورم, تساعد هذه الطريقة على الشفاء بعد العملية بشكل أسرع.
هل يمكن التعايش مع الورم الحميد؟
يمكن ترك العديد من الأورام الحميدة دون أي تدخل في حال لم تتسبب في ظهور أي أعراض أو مضاعفات. لكن سيطلب الطبيب منك مراقبة الورم لمعرفة أي تغيرات أو أعراض قد تظهر.
وقد يطلب منك الطبيب أيضاً إجراء فحوصات دورية أو تصوير الورم كل فترة للتأكد من أنه لا ينمو بشكل أكبر, فطالما أن الورم لا يسبب أي ألم أو أعراض أو ينمو, فيمكن التعايش معه.
متى تجب مراجعة الطبيب؟
على الرغم من أن الأورام تكون حميدة في العديد من الحالات, لكن من الأفضل زيارة الطبيب بمجرد اكتشاف نمو أو ظهور أعراض جديدة قد تدل على وجود ورم.
كما يجب زيارة الطبيب في حال حدوث أي تغييرات على الورم في حال كان مكتشفاً سابقاً, فاتخاذ الإجراء المناسب بسرعة يساهم في إحداث فرق كبير.
المصادر:
[1] WebMD.com – Benign Tumors: Types, Causes, and Treatments
[2] HealthLine.com – Benign Tumors: Causes, Symptoms & Diagnosis