أسرار الأكوان المتعددة: هل نحن وحدنا؟
هل تعتقد أن كوننا الشاسع، القديم، والمليء بالأسرار يكفي لوحده للتعبير عن كل ما هو موجود؟ هل تساءلت يومًا عما إذا كان هناك أكوان أخرى تتواجد بجانب كوننا؟ بالنسبة للعلماء في مجال الفيزياء، هذا الموضوع يعد من أكثر المواضيع إثارة للجدل، حيث يُعتبر كوننا جزءًا من حيز هائل لا يُمكن تصوره من الأكوان المتعددة، المعروف بالكون المتعدد.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 31
فهم مفهوم الكون المتعدد
إذا كان هذا المفهوم يبدو معقدًا، فإن الفيزياء تقدم لنا أنواعًا مختلفة من الأكوان المتعددة. أبسط هذه الأنواع هو ما يُعرف بالكون المتعدد الكوني. الفكرة هنا تدور حول الانفجار العظيم، حيث حدثت عملية تمدد سريعة للغاية في جزء بسيط من الثانية بعد تلك اللحظة الفارقة في تاريخ الكون.
فترة التضخم والفقاعات الكونية
خلال فترة التضخم تلك، حدثت تقلبات كمية أدت إلى ظهور أكوان فقاعية منفصلة، حيث بدأت هذه الأكوان في التمدد كما لو كانت فقاعات تتشكل وتنفخ في محيط من الفراغ. الفيزيائي الروسي أندريه ليندي هو من قدم لنا هذا المفهوم، مشيرًا إلى وجود عدد لا نهائي من الأكوان التي لا ترتبط بأي ارتباط سببي، مما يعني أنها تنمو وتتطور بطرق فريدة ومستقلة.
هل نحن وحدنا في الفضاء الكوني؟
الفضاء الكوني يُعتبر هائلًا، وربما لا نهائي. إذا قمت بالسفر لمسافات بعيدة جدًا، قد تكتشف أنك تواجه توأمك الكوني، أي نسخة منك تعيش في عالم آخر، لكن في جزء مختلف تمامًا من الكون المتعدد.
نظرية الأوتار: أكوان لا حصر لها
تُشير نظرية الأوتار، التي تُعتبر تفسيرًا نظريًا للواقع، إلى وجود عدد هائل من الأكوان، قد يصل إلى عشرة أضعاف الخمسمائة أو أكثر، وكل منها يمتلك معايير فيزيائية مختلفة قليلاً عن الأخرى.
الكون المتعدد الكمومي
ثم هناك الكون المتعدد الكمومي، الذي تم التوصل إليه من قبل الفيزيائي هيو إيفرت. حيث تنبأت أفكاره في مجال الفيزياء الكمومية بوجود "عوالم متعددة". تلخص نظرية إيفرت أن التأثيرات الكمومية تؤدي إلى انقسام الكون باستمرار، مما يعني أن القرارات التي نتخذها في كوننا الحالي قد تؤثر على نسخ أخرى من أنفسنا تعيش في عوالم موازية.