حماية الزواج والحفاظ عليه مسؤولية مشتركة بين الطرفين، فيتطلب الأمر جهدًا حقيقيًا ومخلصًا، ولكن للأسف ومع الجدول اليومي المزدحم سواء عمل أو رعاية الأطفال أو شؤون المنزل وغيرها من التزامات، قد لا تتوفر الطاقة المناسبة لبذل المجهود المطلوب, لذا كيف يمكن تفادي فشل الحياة الزوجية؟
بذل مجهود هنا لا يعني على الإطلاق أن يتحمل كل طرف عبء آخر، فالمفترض أن يتشارك الزوجان عبء الحياة ويتقاسمانه، ولكن المجهود هنا يشبه تمامًا ما تخصصه لنفسك من وقت فراغ وترفيه، فهذا بالتأكيد ليس عبئًا أو حمل إضافي ولكنه أمر ضروري لصحتك البدنية والنفسية ولتستطيع استكمال بقية حياتك والقيام بمسؤولياتك.
أهم الطرق التي سنتعرف بها على كيفية تفادي فشل الحياة الزوجية.
1. الاحترام والتقدير لشريك حياتك.
كلمة شكرًا أو سلمت يديك أو الله يحفظك لنا من الأمور شديدة الأهمية في العلاقة الزوجية وتجعل هناك رصيد كافٍ من المشاعر يصمد أمام ضربات المشكلات المختلفة.
فاحترام الطرف الآخر وتقدير صفاته الجيدة التي أعجبتك في البداية ودفعتك للارتباط به ستجعلك ممتناً كثيرًا لكل الأمور الجيدة التي يفعلها. والتي يجب وقتها أن تشكره وقتها عليها وتمدحه بوضوح ودون خجل.
كما أن التركيز على الصفات الجيدة سيدفعك نفسك لتحمل اللحظات التي تظهر بها عيوب شريكك. والتي بالتأكيد لا يخلو منها أحد حتى أنت نفسك, لذا لا تركز فقط على العيوب بل تجاهلها تمامًا وركز على الصفات الجيدة. واشكريه واشكرها وامدحيه وامدحها دائمًا على كل فعل جيد حتى إذا كان روتيني.
2. التواصل الذهني و البدني المنتظم بين الطرفين.
وفي الواقع بين كل أطراف الأسرة سواء الأبوين والأبناء أو الأشقاء معًا. ففي عصر الهواتف الذكية والشبكات الإلكترونية المتنوعة وأنماط الحياة التي فرضت العمل الطويل من المنزل. فمن السهل تماما تشتيت الانتباه وقضاء أيام طويلة دون إجراء محادثة جادة مع زوجك أو زوجتك.
فيعتبر التحدث بصراحة عن حياتك واهتمامتك ومشكلاتك ومشاعرك سواء إحباط أو فرح من الدعائم شديدة الأهمية ومن الطرق الأصيلة في كيفية تفادي فشل الحياة الزوجية.
و يقول الخبير الجنسي وطبيب المسالك البولية وامراض الذكورة دكتور اكس MD ان الاتصال البدني المنتظم بين الزوجين هو سبيل لتحسين مستوى العلاقة بين الزوجين.كما يقلل من بعض الحالات المرضية والضمور في الجهاز التناسلي للذكر.
3. التوقعات المالية المتوازنة.
أكثر ما يدمِّر العلاقات الزوجية هو التوقعات المالية المختلفة بين الطرفين. فقد تظن الزوجة أن مستوى زوجها المالي يتيح لها مستوى رفاهية أكبر، في حين تكون لديه مشروعات أخرى تجعله يحدد الميزانية.
والعكس صحيح، فقد يتوقع الزوج المساعدة المادية من زوجته لأنها تعمل أو لأن لديها ميراث في حين لا يكون هذا من مخططاتها.
لذا يجب التوصل الصريح إلى طريقة للتعامل المشترك مع الأموال. ومن الضروري التفرقة بين الاحتياجات والرغبات، ففي حين أن كلا منهما مشروع تمامًا. إلا أنه لا يجب تجاهل الاحتياجات الضرورية في مقابل الرغبات والرفاهية دون اعتبار للميزانية.
مع اعتبار أن ما قد يكون ضروريًا للغاية لك قد لا يكون بذات الأهمية لشريكك. لذا يجب الوصول لنقطة توازن لتلبي الاحتياجات الضرورية لكل طرف حتى إذا لم تكن على درجة الأهمية نفسها للطرف الآخر.
إقرأ أيضاً… ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟ وما هي الأعراض والأسباب والعلاج؟
4. منح مساحة من الحرية لكل طرف.
من أكثر الأمور صعوبة في الزواج هو شعور كل طرف أنه محبوس فقط في تلك العلاقة وأنه يجب أن يشعر بالذنب لمجرد رغبته في مساحة خاصة لنفسه. وهذا يؤدي إلى فشل سريع في العلاقة.
لذا لا تلومي زوجك إذا أراد يومًا الخروج مع أصدقائه فلا يجب أن يتحول الأمر إلى مشاجرة. وكذلك الحال بالنسبة للزوجة، فلا يجب أن تكون كل نزهة خارج المنزل مع الأطفال، بل من الصحي تمامًا وجود بعض الحرية في العلاقة لتفادي الفشل.
5. الغفران السريع.
غالبا ما تبدأ الزيجات في الانهيار عندما يبدأ أحد الطرفين في تحمل ضغائن كثيرة ضد الطرف الآخر، فتلعب أمور مثل جفاف المشاعر أو البخل أو الخيانة أو العصبية دورًا في انزعاج طرف من الآخر، وتبدأ مشاعر الازدراء والغضب في الزيادة خصوصًا إذا لم يعتذر الطرف المخطئ.
وهنا نعود لأهمية الاعتذار عن الأخطاء مع الفائدة العظمى للغفران السريع. فالمسامحة هي هدية تمنحها لنفسك حيث تؤثر مشاعر الغضب عليك في البداية وتستهلكك نفسيًا وعاطفيًا مما يزيد من مستويات التوتر لديك ويؤثر على صحتك.
6. لا تحاول أبدًا السيطرة على شريكك.
من الطرق الأساسية في كيفية تفادي فشل الحياة الزوجية ألا يحاول أي من الطرفين السيطرة على الآخر أو التحكم في تصرفاته. ففي الزيجات الصحية يشعر كلا الزوجين بالاحترام المتبادل لبعضهما البعض ولا يطالبان الطرف الآخر بالتعامل وفقًا لطريقتهم الخاصة.
فهذه السيطرة تتحوَّل بالتدريج إلى إساءة عاطفية، فليس من الضروري أن تُجبر زوجتك على الاستئذان قبل كل خطوة تخطوها وإلا تكون غير مهتمة بمشاعرك. وليس من الجيد مراقبة زوجك باستمرار ومحاولة فتح هاتفه والتعرف على من يتحدث معه أو مع من يتعامل.
فلكل طرف طريقته في التعامل مع المواقف المختلفة مع ضرورة الاتفاق بالطبع في القضايا المهمة والنقاش حولها. وذلك للوصول للطريقة المناسبة للأسرة كلها سواء كانت أمور تتعلق بمصير الأبناء أو إنفاق الميزانية أو غيرها. فليس لطرف أن يفرض وجهة نظره على الآخر.
وفي النهاية إذا شعرت أن كل الطرق السابقة لن تُجدي فعليًا سواء لصعوبة المشكلات, أو لعدم رغبة الطرف الآخر في الوصول لحلول. فمن كيفية تفادي فشل الحياة الزوجية وقتها ضرورة الحصول على مساعدة محايدة وخبيرة من الاستشارات الزوجية. وليس من الأقارب والذين قد يتعاطفون مع طرف على حساب الآخر.
لكن المساعدة المتخصصة يمكن أن تكشف الكثير من العيوب الخفية. حتى في الطرف الذي من المفترض أن يسعى لإصلاح العلاقة ولكنه قد لا يتخذ المسار الصحيح.