كتبها: رنا سعد
لا شك أن شهر رمضان المبارك هو شهر فضيل ينتظره المسلمون حول العالم بشوق كبير، فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وله مكانة خاصة في قلوب كل المسلمين حول العالم، إذ يعتبره المسلمون فرصة للتقرب من الله عز وجل وممارسة الطاعات المختلفة من صوم وصلاة وزكاة وصلة رحم وتلاوة القرآن وغيرها من الأعمال الصالحة.
ونظرًا لمكانة هذا الشهر الكريم في نفوس المسلمين، تتنوع عادات وتقاليد الشعوب حول العالم في الاحتفاء به. فمنهم من يستقبل رمضان بالزينة والديكورات الشعبية الرمضانية، ومنهم من يخرج إلى الشوارع للاحتفال، ومنهم من يقوم بتقديم وتوزيع الطعام الشعبي للبلد.
فيما يلي سنعرض لكم أهم مظاهر الاحتفال برمضان في البلدان المختلفة حول العالم:
أنوار المساجد وحلوى “الجلايبي” في باكستان
يولي الباكستانيون اهتمامًا كبيرًا لشهر رمضان المبارك وذلك نظرًا لأن الديانة الرسمية في باكستان هي الديانة الإسلامية. لذلك يعتبر شهر رمضان من أهم وأشهر المناسبات الدينية السنوية لديهم.
ومثلما هو الحال في معظم الدول العربية، تعتبر صلاة التراويح من أهم ما يميز شهر رمضان في باكستان حيث تُزين المساجد بالأنوار استقبالًا للمصلين.
أما بالنسبة للعادات والتقاليد الباكستانية الخاصة بالطعام والشراب في رمضان، فيتميز شهر رمضان لديهم بحلوى “الجلايبي”. وهي عبارة عن حلوى مصنوعة من الدقيق والنشا والسكر تشبه حلوى “المشبّك” المصرية الشهيرة.
كما تمتلئ الشوارع في باكستان أيضًا بالباعة الذين يتجولون في الشوارع قبل ساعات الإفطار بالأكلات الباكستانية الرمضانية الشهيرة مثل السمبوسة والباكورة.
إقرأ أيضاً… طريقة عمل عجينة القطايف بثلاثة وصفات مميزة ( بالسميد, بالطحين, بالوصفة الشامية ).
“الكولاك والكيتوبات” في إندونيسيا
تتميز دولة إندونيسيا بتعدادها السكاني الكبير من المسلمين، حيث تمثل نسبة المسلمين أكثر من 88% من إجمالي التعداد السكاني في الدولة، لذا يعد رمضان من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية التي يتم الاحتفال بها في دولة إندونيسيا.
ومن أشهر عادات وتقاليد الشعب الإندونيسي في الاحتفال برمضان هو تناول الأطعمة الشعبية الرمضانية الخاصة بهم. فمثلًا يقوم المسلمون في إندونيسيا بتناول طبق شهير جداً لكسر الصيام خلال شهر رمضان يسمي بـ”الكولاك”. ويتكون الكولاك من حليب جوز الهند والسكر والفانيليا مع إضافة شرائح الموز والبطاطا الحلوة والقرع العسلي.
ويرجع سبب تناول هذا الطبق بعد الصيام مباشرةً إلى كونه يحتوي على كميات عالية من السكر الذي يساعد على رفع مستوى الطاقة بالجسم بعد الصيام.
أما “الكيتوبات” فهو علامة مميزة تدل على قدوم رمضان في إندونيسيا. حيث يقوم الشعب الإندونيسي بنسج أوراق جوز الهند لصنع كعكة مجوفة تشبه الألماس ثم القيام بحشو هذه الكعكة بحبوب الأرز ثم غليها.
توزيع وجبة الـ “بوبور لامبوك” في ماليزيا
من أبرز طقوس الاحتفال برمضان في ماليزيا هو طهي الطبق الماليزي الشعبي الشهير “بوبور لامبوك”. والذي يتكون من خليط اللحم والأرز والبهارات بالإضافة إلى لبن جوز الهند وتشكيلة متنوعة من الخضروات.
ولعل ما يميز هذا الطبق في ماليزيا هو قيام الشركات والأفراد بتجهيزه ثم توزيعه على الناس في الشوارع احتفالًا بقدوم رمضان. وتتميز ماليزيا أيضًا بالمشروبات الرمضانية المختلفة، حيث تتنوع المشروبات الرمضانية لديهم بين شراب الصويا، وعصير جوز الهند الطازج وعصير قصب السكر.
الفانوس والخيامية ومدفع الإفطار في مصر
تتميز مصر بأجوائها الفريدة في الاحتفال برمضان، حيث تعد مصر من أكثر الشعوب احتفالًا بشهر رمضان. وينعكس هذا الاحتفال في صورة زينة وديكورات مميزة وملونة بألوان الخيامية المصرية الشهيرة. والتي تغطي كل من الشوارع والمنازل والمقاهي وحتى مداخل البنايات وأسقف المحال والنوادي والمطاعم.
هذا بخلاف المظهر الرمضاني الشهير للفوانيس المضيئة التي توضع في كل شرفة منزل وكل مدخل بناية وتُعلق في منتصف كل شارع. وتتزين بها المحال التجارية في الأسواق حيث يقوم الباعة بعرض ورص الفوانيس بشكل مميز قبل قدوم شهر رمضان للفت انتباه الزبائن.
أما الإفطار في مصر، فيتميز بالتنوع والابتكار، حيث تجد المطاعم تتنافس على اختراع أطباق رمضانية جديدة كل عام. بينما يظل ورق العنب والبط والملوخية هو الاختيار رقم واحد لربات المنزل على مائدة الإفطار بلا منازع.
وتتميز فترة ما قبل الإفطار في مصر بصوت مدفع الإفطار. وهو عادة رمضانية أصيلة اشتهرت بها مصر وارتبطت في أذهان المصريين بوقت الإفطار. فإذا كنت في مصر في رمضان لابد أن تسمع جملة “مدفع الإفطار..إضرب” قبل آذان المغرب بثوانٍ.
القرقيعان وتوافد الزوار على مكة
تتميز المملكة العربية السعودية بطابع خاص احتفالًا بهذا الشهر. حيث يتوافد المسلمون من كل بلد حول العالم لزيارة مكة وأداء مناسك العمرة فيه. لذا تتنوع الثقافات والجنسيات المتواجدة في دولة السعودية في هذا الشهر مما يعطي المملكة أجواءًا فريدة في شهر رمضان.
أما عن القرقيعان فهو عادة شعبية رمضانية قديمة تتميز بها السعودية وبعض دول الخليج. حيث يجوب الأطفال الشوارع مرتدين الزي الرسمي احتفالًا برمضان، ويتم توزيع الحلوى والمكسرات على الأطفال مكافأةً لهم على صيامهم. وسُمي هذا التقليد بالقرقيعان نسبةً إلى قرع الأطفال للأبواب.
المصادر:
